اعلم أيدك اللّٰه بروح القدس أن للنوافل حكما في الحضرة الإلهية جامعا ينوب صاحبها فيه مناب الحق من ذاقه عرف قدره و عجز عما يستحقه واهبه من الشكر عليه ثم إن النوافل تتفاضل و تعلو بعلو فرائضها إذ كانت النوافل كل عمل له أصل في الفرائض عن ذلك الأصل يتولد و بصورته يظهر كما ظهرنا نحن بصورة الحق فنحن له نافلة و هو أصلنا و لهذا نقول فيه إنه واجب الوجود لنفسه و نحن واجبون به لا بأنفسنا فبهذه الدرجة يتميز عنا و نتميز عنه و ما عدا النوافل فيسمى عبادة مستقلة و سننا مبتدءات نذكرها بعد هذا الباب إن شاء اللّٰه
[الصيام أعلى نوافل التنزيه في الخيرات]
و إذا كانت النوافل تعلو بعلو فرائضها التي هي أصولها فأعلى نوافل التنزيه في الخيرات الصيام لأن فرضه صوم رمضان و رمضان اسم اللّٰه و الصوم عبادة لا مثل لها و هو ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية