﴿آتَيْنٰا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنٰاتِ وَ أَيَّدْنٰاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ [البقرة:87] فمنهم من فضل بأن خلقه بيديه و أسجد له الملائكة و منهم من فضل بالكلام القديم الإلهي بارتفاع الوسائط و منهم من فضل بالخلة و منهم من فضل بالصفوة و هو إسرائيل يعقوب فهذه كلها صفات شرف و مجد لا يقال إن خلته أشرف من كلامه و لا إن كلامه أفضل من خلقه بيديه بل كل ذلك راجع إلى ذات واحدة لا تقبل الكثرة و لا العدد فهي بالنسبة إلى كذا خالقة و بالنسبة إلى كذا مالكة و بالنسبة إلى كذا عالمة إلى ما نسبت من صفات الشرف و العين واحدة
[المسألة الطفولية أو المفاضلة بين الملائكة و البشر]
و أما المسألة الطفولية التي بين الناس و اختلافهم في فضل الملائكة على البشر فإني سألت عن ذلك رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في الواقعة فقال لي إن الملائكة أفضل فقلت له يا رسول اللّٰه فإن سألت ما الدليل على ذلك فما أقول فأشار إلى أن قد علمتم أني أفضل الناس و قد صح عندكم و «ثبت و هو صحيح إني قلت عن اللّٰه تعالى أنه قال من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي و من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم» و كم ذاكر لله تعالى ذكره في ملأ أنا فيهم فذكره اللّٰه في ملأ خير من ذلك الملإ الذي أنا فيهم فما سررت بشيء سروري بهذه المسألة فإنه كان على قلبي منها كثير و إن تدبرت قوله تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية