﴿وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاّٰ مَنْ شٰاءَ اللّٰهُ﴾ [الزمر:68] و هذا المنزل هو أخص المنازل عند اللّٰه و أعلاها و الناس فيه على طبقات ثلاث فمنهم من يحصله برمته و هم الرسل صلوات اللّٰه عليهم و هم فيه على درجات يفضل بعضهم بعضا و منهم من يحصل منه الدرجة الثانية و هم الأنبياء صلوات اللّٰه عليهم الذين لم يبعثوا بل تعبدوا بشريعة موقوفة عليهم فمن اتبعهم كان و من لم يتبعهم لم يوجب اللّٰه على أحد أتباعهم و هم فيها على درجات يفضل بعضهم بعضا و الطبقة الثالثة هي دونهما درج النبوة المطلقة التي لا يتخلل وحيها ملك و دون هؤلاء الطبقات هم الصديقون الذين يتبعون المرسلين و دون هؤلاء الصديقين الصديقون الذين يتبعون الأنبياء من غير أن يجب ذلك عليهم و دون هؤلاء الصديقين الذين يتبعون أهل الطبقة الثالثة و هم الذين انطلق عليهم اسم المقربين أعني أهل الطبقة الثالثة و لكل طبقة ذوق لا تعلمه الطبقة الأخرى و لهذا قال الخضر لموسى عليه السلام ﴿وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلىٰ مٰا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً﴾ [الكهف:68]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية