[ما تعطيه المعرفة الذوقية في معرفة الذات الإلهية]
و أما ما تعطيه المعرفة الذوقية فهو أنه ظاهر من حيث ما هو باطن و باطن من عين ما هو ظاهر و أول من عين ما هو آخر و كذلك القول في الآخر و إزار من نفس ما هو رداء و رداء من نفس ما هو إزار لا يتصف أبدا بنسبتين مختلفتين كما يقرره و يعقله العقل من حيث ما هو ذو فكر و لهذا قال أبو سعيد الخراز و قد قيل له بم عرفت اللّٰه فقال بجمعه بين الضدين ثم تلا ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ﴾ [الحديد:3] ﴿وَ الْبٰاطِنُ﴾ [الحديد:3] فلو كان عنده هذا العلم من نسبتين مختلفتين ما صدق قوله بجمعه بين الضدين و لو كانت معقولية الأولية و الآخرية و الظاهرية و الباطنية في نسبتها إلى الحق معقولية نسبتها إلى الخلق لما كان ذلك مدحا في الجناب الإلهي و لا استعظم العارفون بحقائق الأسماء ورود هذه النسب بل يصل العبد إذا تحقق بالحق أن تنسب إليه الأضداد و غيرها من عين واحدة لا تختلف و إذا كان العبد يتصور في حقه وقوع هذا فالحق أجدر و أولى إذ هو المجهول الذات فمثل هذه المعرفة الإلهية لا تنال إلا من هذه المنازل التي وقع السؤال عنها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية