و كل يقتضي جميع الأمور التي يريد الحق تنفيذها في خلقه و ﴿حَتّٰى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر:5] نهاية غاية فإنها تتضمن حرف إلى التي للغاية و لا تكون نهاية إلا عن ابتداء فكان جمعا فهذه الليلة ليلة جمع فلذلك قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم أصابوا و نعم ما صنعوا يغبطهم لما ذكرناه
[الباعث على التماس ليلة القدر]
و الباعث لالتماسها أمور تقتضيها و هي البواعث على التماسها و هو عظم قدرها و عظم من أنزلها و حقارة من التمسها عند نفسه بالتماسها فإنه شاهد بالتماس لهذا الخير العظيم القدر على نفسه بافتقار عظيم يقابله لأن العبد كلما أراد أن يتحقق بعبودية حقر قدره إلى أن يلحق نفسه بالعدم الذي هو أصله و لا أحقر من العدم فلا أحقر من نفس المخلوق فسمي أيضا ليلة القدر لمعرفة أهل الحضور فيها بأقدارهم أعني بحقارتها مع أن الخير الذي ينالونه شر كالملتمسين في الإمكان و الافتقار و أفقر الموجودات من افتقر إلى مفتقر فلا أفقر من الإنسان فإنه لا أعرف بالله منه لجمعيته و عقله و معرفته بنفسه
(وصل في فصل إلحاقها من قامها برسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في المغفرة)
قال اللّٰه تعالى يخاطب محمدا صلى اللّٰه عليه و سلم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية