قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم اجعلوها في سجودكم فاقترن بهما أمر اللّٰه بقوله ﴿سَبِّحِ﴾ [البقرة:30] فأمر و أمر رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لنا بمكانها من الصلاة يقول نزهوا عظمة ربكم عن الخضوع فإن الخضوع إنما هو لله لا بالله فإنه يستحيل أن تقوم به صفة الخضوع و أضافه إلى الاسم الرب لأنه يستدعي المربوب و هو من الأمهات الثلاث و هو اسم كثير الدور و الظهور في القرآن أكثر من باقي الأسماء فإن أمهات الأسماء في القرآن ثلاثة اللّٰه و الرحمن و الرب ثم إن هذا الاسم لما تعلق التسبيح به لم يتعلق به مطلقا من حيث ما يستحقه لنفسه و إنما تعلق به مضافا إلى نفس المسبح فقال سبحان ربي العظيم و إنما تعلق به مضافا في حق كل مسبح لأن العلم به من كل عالم يتفاضل فيعتقد فيه شخص خلاف ما يعتقد فيه غيره فكل شخص يسبح ربه الذي اعتقده ربا و كم شخص ما يعتقد في الرب ما يعتقده غيره و يرى أن ذلك المعتقد الآخر فيما نسبه إلى ربه مما يستحيل عند هذا أن تكون له تلك الصفة و يكفر من أجلها فلو سبحه مطلقا باعتقاد كل معتقد لسبح هذا الشخص من لا يعتقد أنه ينزه فلهذا أضافه كل مسبح لما يقتضيه اعتقاده
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية