الحديث و من قائل له أن يسبح و إن لم يقل هذا اللفظ بعينه و من قائل يجمع بينهما بين التسبيح و التوجيه و أما الذي أذهب إليه فهو التوجيه في صلاة الليل في التهجد لا في الفرائض و أما في الفرائض فينبغي أن يقول بين التكبير و القراءة في نفسه لا يسمع غيره إذا كبر اللهم باعد بيني و بين خطاياي كما باعدت بين المشرق و المغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج و الماء و البرد هذا هو الذي اختاره و به وردت السنة و مذهبنا الوقوف عندها و العمل بها و إن لم نوجب ذلك إذ لم يوجبه اللّٰه و لكن الاتباع أولي
الاعتبار في ذلك عند أهل اللّٰه
التوجيه في حال من حال إلى حال من اللّٰه بالله إلى اللّٰه مع اللّٰه في اللّٰه لله على اللّٰه من اللّٰه ابتداء بالله إعانة و تأييد إلى اللّٰه غاية و انتهاء مع اللّٰه صحبة و مراقبة في اللّٰه رغبة لله قربة من أجله على اللّٰه توكلا و اعتمادا ثم يعتبر ألفاظ ما ورد في التوجيه و كذلك تعتبر ما ذكرناه من الدعاء بين التكبير و القراءة و الماء الحياة فإنه جعل ﴿مِنَ الْمٰاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ [الأنبياء:30] أي بما تحيي به قلبي بذكرك و جوارحي بطاعتك حتى لا تتصرف إلا فيها فإنها شاهد مصدق يوم القيامة لمن تشهد عليه أو له كما ورد في القرآن العزيز من شهادة الجوارح : و اعتبر البرد من برد اليقين كبرد الأنامل الوارد في الخبر الصحيح فحصل به من العلم على يقين فيبرد به ما يجده العبد المصطفى من حرارة الشوق إلى المراتب العلى عند المسبح الأعلى من العلم بالله و الثلج من ثلج القلب الذي هو سروره بما أكرمه اللّٰه به من تجليه و شهوده
(فصل بل وصل في سكتات المصلي في الصلاة)
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية