«تنفل في الكعبة رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لما دخلها كما ورد و كان يصلي الفريضة خارج البيت كما كان يتنفل على الراحلة حيث توجهت به» ﴿فَأَيْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ﴾ [البقرة:115] و قد علمنا إن الأمر في نفسه قد يكون كما نراه و نشهده و هذا هو الذي أعطى مشاهدة هذا المقام فهو يراه سمع غيره كما يراه سمع نفسه فالكرامة التي حصلت لهذا الشخص إنما هي الكشف و الاطلاع لا أنه لم يكن الحق سمعه ثم كان إلا أن يتعالى اللّٰه عن العوارض الطارئة و هذه المسألة من أعز المسائل الإلهية
[اللّٰه هو الوجود و به ظهرت الأعيان]
فمن استصحب هذا الحكم في الظاهر أجاز الصلاة كلها فرضها و نفلها داخل الكعبة فإن كل ما سوى اللّٰه لا يمكنه الخروج عن قبضة الحق فهو موجدهم بل وجودهم و منه استفادوا الوجود و ليس الوجود خلاف الحق و لا خارجا عنه يعطيهم منه هذا محال بل هو الوجود و به ظهرت الأعيان «يقول القائل بحضرة رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم مرتجزا و هو يسمع»
و اللّٰه لو لا اللّٰه ما اهتدينا *** و لا تصدقنا و لا صلينا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية