[تعريف الوقت من حيث هو]
و لا أعني بالكلام هنا في الأوقات أوقات الصلوات فقط و إنما أريد الوقت من حيث ما هو وقت سواء كان لعبادة أو غير عبادة فإذا عرفناك بمعناه و اعتباره حينئذ نشرع في ذكر الأوقات المشروعة للعبادات فنقول الوقت عبارة عن التقدير في الأمر الذي لا يقبل وجود عين ما يقدر و هو الفرض كما تقدر أو نفرض في الشكل الكري أولا أو وسطا أو نهاية و هو في نفسه و عينه لا يقبل الأولية بالفعل و لا الوسط و لا لآخرية فيجعل له من ذلك ما نجعله بحكم الفرض فيه و التقدير فالوقت فرض مقدر في الزمان لما كان الزمان مستديرا كما خلقه اللّٰه في ابتدائه فهو كالأكرة «قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلقه اللّٰه» فذكر إن اللّٰه خلقه مستديرا و الأوقات فيه مقدرة
[خلق الفلك الأطلس و دورته]
فلما خلق اللّٰه الفلك الأطلس و دار لم يتعين اليوم و لا ظهر له عين فإنه مثل ماء الكوز في النهر قبل إن يكون في الكوز فلما فرض فيه لاثني عشر فرضا و وقتت معينة و سماها بروجا في ذلك الفلك و هو قوله تعالى ﴿وَ السَّمٰاءِ﴾ [البقرة:22]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية