و إذا صليت و أحد ينظر إليك فانو في تحسين صلاتك تعليمه و أخلص لله عبادتك فإنه ما أمرك أن تعبده إلا مخلصا و افعل ما أوجب اللّٰه عليك فعله و لا بد سواء كسلت أو كنت نشيطا و إنما أمرتك بالترك في النوافل و لا تعبد اللّٰه بكسل و انتقل إلى نافلة غيرها و لا تحسن صلاتك في الملإ دون الخلافان فعل ذلك من فعله فإن ذلك الفعل استهانة استهان بها ربه كذا ثبت و إن كنت ممن يصلح للامامة فصل خلف الإمام فإنه إن أحدث الإمام في الصلاة استخلفك و إن لم تكن من أهلها فصل يمين الصف أو يساره و حافظ على الصف الأول و إذا رأيت فرجة في الصف فسدها بنفسك فلا حرمة لمن رآها و تركها و تخط رقاب الناس إليها و سارع إلى الخيرات و كن لها سابقا : و نافس فيها قبل إن يحال بينك و بينها و إياك أن تتخلى في طريق الناس أو في ظلهم و لا تحت شجرة مثمرة و لا في مجالس الناس و لا تبل في هوى و لا في حجر و لا في ماء دائم ثم تتوضأ منه أو تغتسل فيه و اتق اللّٰه في زوجتك و ولدك و خادمك و في جميع من أمرك اللّٰه بمعاملته و احذر فتنة الدنيا و النساء و الولد و المال و صحبة السلطان و اتق اللّٰه في البهائم و اجعل من صلاتك في بيتك و عين في بيتك مسجدا لك تتنفل فيه و تصلي فيه فريضتك إن اضطررت إلى ذلك و أكثر من قراءة القرآن يتدبر إن كنت عالما فإنه أرفع الأذكار الإلهية و إن كنت في جماعة يقرءون القرآن فاقرأ معهم ما اجتمعتم عليه فإن اختلفتم فقم عنهم و حافظ على قراءة الزهراوين البقرة و آل عمران و إذا شرعت في قراءة سورة من القرآن فلا تتكلم حتى تختمها فإن ذلك دأب العلماء الصالحين و لقد حدثني غير واحد بقرطبة عن الفقيه ابن زرب صاحب الخصال أنه كان يقرأ في المصحف سورة من القرآن فمر عليه أمير المؤمنين من بنى أمية فقيل للخليفة عنه فمسك فرسه و سلم عليه و سأله فلم يكلمه الشيخ حتى فرغ من السورة ثم كلمه فقال له الخليفة في ذلك فقال ما كنت لأترك الكلام مع سيدك و أكلمك و أنت عبده هذا ليس من الأدب ثم ضرب له مثلا به و بعبيده فقال أ رأيت لو كنت في حديث معك و كلمني بعض عبيدك أ يحسن مني أن اترك الكلام معك و أقطعه و أكلم عبدك قال لا قال فإنك عبد اللّٰه فبكى الخليفة و لقيت جماعة على ذلك من شيوخنا منهم أبو الحجاج الشربلي بإشبيلية و كان كثيرا ما يقرأ القرآن في المصحف إذا خلى بنفسه و إذا دخلت على مريض أو ميت فاقرأ عنده سورة يس فإنه اتفق لي فيها صورة عجيبة و عليك بالصلاة في النعال إذا لم يكن بها قذر و المشي فيها و استوص بطالب العلم خير أو بالنساء و اعتدل في السجود إذا سجدت في الصلاة أو في القراءة و لا تبسط ذراعيك في سجودك كما يفعل الكلب و لا تكلف نفسك من العمل إلا ما تطيقه و تعلم أنك تدوم عليه و إذا حضرت عند ميت فلقنه لا إله إلا اللّٰه و لا تسيء الظن به إذا لم يقل ذلك أو يقول لا فإني أعلم أن شخصا بالمغرب جرى له مثل هذا و كان مشهورا بالصلاح فلما أفاق قيل له في ذلك فقال ما كنت معكم و إنما جاءني الشياطين في صورة من سلف و درج من آبائي و إخواني فكانوا يقولون لي إياك و الإسلام مت يهوديا أو نصرانيا فكنت أقول لهم لا حين سمعتموني أقول لا إلى أن عصمني اللّٰه منهم و إذا كان لك صاحب فعده إن مرض و صل عليه إن مات و شيع جنازته و إذا شيعت جنازة إن كنت راكبا فامش و إن كنت ماشيا فامش بين يديها و إذا حضرت دفن ميت من المسلمين فلا تنصرف عن قبره وقف ساعة قدر ما يسأل فإنه يجد لوقوفك أنسا و إن حملت جنازة فأسرع بها فإن كان خيرا سارعت بها إليه و إن كان شرا حططته عن رقبتك و لا تذكر مساوي الموتى و غط الإناء الذي تشرب منه و اطف السراج عند نومك و أغلق بابك إذا أردت النوم فإن الشياطين لا تفتح بابا مغلقا و اقرأ آية الكرسي عند نومك و سدد في الأمور و قارب ما استطعت فاعمل الخير و لا تقل إن كان اللّٰه كتبني شقيا فأنا شقي و إن كان كتبني سعيدا فأنا سعيد فلا أعمل فاعلم إنك إذا وفقت لعمل الخير فهو بشرى من اللّٰه إنك من السعداء فإن اللّٰه لا يضيع ﴿أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً﴾ [الكهف:30]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية