فاعلم إن اللّٰه يوم القيامة يوقف العبد و سيده بين يديه و يحاسبه على جنايته و على عقوبته على ذلك فإن خرجت رأسا برأس كان و إن كانت العقوبة أكثر من الجناية اقتص للعبد من السيد فتحفظ و لا تزد في العقوبة على ثلاثة أسواط فإن كثرت فإلى عشرة و لا تزد إلا في إقامة حد من حدود اللّٰه فذلك حد اللّٰه لا تتعداه و إن عفوت عن العبد في جنايته فهو أولى بك و أحوط لك و إذا جئت إلى بيت قوم فاستأذن ثلاث مرات فإن أذن لك و إلا فارجع و لا تنظر في بيت أخيك من حيث لا يعرف بك فإنك إذا نظرت فقد دخلت و إنما جعل الأذن من أجل البصر قال تعالى ﴿يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتّٰى تَسْتَأْنِسُوا﴾ [النور:27] و قال ﴿فَلاٰ تَدْخُلُوهٰا حَتّٰى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَ إِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا﴾ [النور:28] و «ثبت في الحديث الاستئذان ثلاث فإن أذن لك و إلا فارجع» و «إياك أن تتخذ الجرس في عنق دابتك فإن الملائكة تنفر منه و قد ورد بذلك الحديث النبوي» و كان بمكة رجل من أهل الكشف يقال له ابن الأسعد من أصحاب الشيخ أبي مدين صحبه ببجاية فكان يوما بالطواف و هو يشاهد الملائكة تطوف مع الناس فنظر إليهم و إذا هم قد تركوا الطواف و خرجوا من المسجد سراعا فلم يدر ما سبب ذلك حتى بقيت الكعبة ما عندها ملك و إذا بالجمال بالأجراس في أعناقها قد دخلت المسجد بالروايا تسقى الناس فلما خرجوا رجعت الملائكة و «قد ثبت أن الجرس مزامير الشيطان»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية