و إذا ما كنت فيهم هكذا *** أنت و اللّٰه إمام ينفع
إنما الشمعة تؤذي نفسها *** و هي للناظر نور يسطع
إنما اللؤم الذي تعرفه *** نعمة في يد شخص يمنع
(وصية)
إياك و الخيلاء و ارفع ثوبك فوق كعبك أو إلى نصف ساقك «روى عن رسول اللّٰه ﷺ أنه قال إزرة المؤمن إلى نصف ساقه» أو كما قال و «لعلي ابن أبي طالب في ذلك»
تقصيرك الثوب حقا *** أنقى و أبقى و أتقى
فأما قوله أنقى فلارتفاعه عن القاذورات التي تكون في الطرق و النجاسات و أما قوله أبقى فإن الثوب إذا طال حك في الأرض بالمشي فيسارع إليه التقطيع فيقل عمر الثوب فإنه يخلق بالعجلة إذا طال بما يصيب الأرض منه و أما قوله أتقى فإنه مشروع أعني تقصير الثوب إلى نصف الساق و المتقي من جعل الشرع له وقاية و جنة يتقي به ما يؤذيه من شياطين الإنس و الجن و إن اللّٰه لا ينظر لمن يجر ثوبه خيلاء و إياك أن تسأل الناس تكثرا و عندك ما يغنيك في حال سؤلك فإن المسألة خدوش أو خموش في وجهك يوم القيامة فإذا اضطررت و لم تقدر على شغل فسل قوتك لا تتعداه إذا لم يرزقك اللّٰه يقينا و ثقة به و كفارة ذلك السؤال عدم تكثرك و اقتصارك في المسألة على بلغة وقتك فإن مسألة المؤمن حرق النار و معنى ذلك أن المؤمن يجد عند سؤاله مخلوقا مثله في دفع ضرورته مثل حرق النار في قلبه من الحياء في ذلك حيث لم ينزل مسألته و دفع ضرورته بربه الذي ﴿بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [المؤمنون:88]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية