و وصف نفسه بأنه يشكر عباده فهو الشكور فزاده كما زادك لشكرك و مع هذا فاعتقد إن كل شيء ﴿عِنْدَهُ بِمِقْدٰارٍ﴾ [الرعد:8] و كل شيء في الدنيا يجري إلى أجل مسمى عند اللّٰه فما ثم شيء في العالم إلا و هو لله فإن أخذه منك فما أخذه إلا إليه و إن أعطاك فما أعطاك إلا منه فالأمر كله منه و إليه و كفى بك إذا علمت إن الأمر على ما أعلمتك أن تكون مع اللّٰه تشهده في جميع أحوالك من أخذ و عطاء فإنك لن تخلو في نفسك من أخذ و عطاء في كل نفس أول ذلك أنفاسك التي بها حياتك فيأخذ منك نفسك الخارج بما خرج من ذكر بقلب أو لسان فإن كان خيرا ضاعف لك أجره و إن كان غير ذلك فمن كرمه و عفوه يغفر لك ذلك و يعطيك نفسك الداخل بما شاءه و هو وارد وقتك فإن ورد بخير فهو نعمة من اللّٰه فقابلها بالشكر و إن كان غير ذلك مما لا يرضى اللّٰه فاسأله المغفرة و التجاوز و التوبة فإنه ما قضى بالذنوب على عباده إلا ليستغفروه فيغفر لهم و يتوبوا إليه فيتوب عليهم و «ورد في الحديث لو لم تذنبوا لجاء اللّٰه بقوم يذنبون و يتوبون فيغفر اللّٰه لهم و يتوب عليهم»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية