(و من هذا الباب)كون اللّٰه تعالى لم يبعث إليه جبريل في أكثر نزوله عليه إلا في صورة دحية و كان أجمل أهل زمانه و بلغ من أثر جماله في الخلق أنه لما قدم المدينة و استقبله الناس ما رأته امرأة حامل إلا ألقت ما في بطنها فكان الحق يقول يبشر نبيه ﷺ بإنزال جبريل عليه في صورة دحية يا محمد ما بيني و بينك إلا صورة الجمال يخبره تعالى بما له في نفسه سبحانه بالحال فمن فاته التجمل لله كما قلناه فقد فاته من اللّٰه هذا الحب الخاص المعين و إذا فاته هذا الحب الخاص المعين فاته من اللّٰه ما ينتجه من علم و تجل و كرامة في دار السعادة و منزلة في كثيب الرؤية و شهود معنوي علمي روحي في هذه الدار الدنيا في سلوكه و مشاهده و لكن كما قلنا ينوي بذلك التجمل لله لا للزينة و الفخر بعرض الدنيا و الزهو و العجب و البطر على غيره(و من ذلك)
الرجوع إلى اللّٰه عند الفتنة
«فإن اللّٰه يحب كل مفتن تواب كذا قال رسول اللّٰه ص» قال اللّٰه عز و جل ﴿خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَيٰاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ [الملك:2] و البلاء و الفتنة بمعنى واحد و ليس إلا الاختبار لما هو الإنسان عليه من الدعوى ﴿إِنْ هِيَ إِلاّٰ فِتْنَتُكَ﴾ [الأعراف:155] أي اختبارك ﴿تُضِلُّ بِهٰا مَنْ تَشٰاءُ﴾ [الأعراف:155]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية