و لم يرد عن المخبر عن اللّٰه ما ذكره علماء الرسوم و أدرجوه في هذا الخبر و هو قولهم و هو الآن على ما عليه كان فإنه تكذيب للخبر فإنه الآن بالخبر الإلهي كل يوم في شأن و قد كان و لا أيام و لا شئون تلك الأيام فكيف يصح قولهم و هو الآن على ما عليه كان و هو القائل ﴿إِذٰا أَرَدْنٰاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ﴾ [النحل:40] و أنت المؤمن بهذا القول فلا بهذا و لا بذاك
[لا يخشى إلا من يخشى]
و من ذلك لا يخشى إلا من يخشى
إن الإله أحق أن نخشاه *** من كل مخلوق لنا نقشاه
فإذا خشيت اللّٰه كنت موفقا *** و كذاك إذ تخشى الذي يخشاه
من كان يخشى اللّٰه قام بأمره *** و بنهيه عقدا إذا ما شاه
اللّٰه يحفظ سر عبد موقن *** فإذا تيقن أنه أفشاه
إبداله منه لذلك عيرة *** عند السري تنفيه في مسراه
قال لا تقع الخشية إلا ممن يقبل أثر ما يخشى منه فهو عنده بالذوق علم ذلك و في ذاته طلب التأثير لما عنده من دعوى الربوبية لكونه خلق على الصورة فلا بد أن يخشى أيضا هو لما يطلبه من التأثير في غيره كما نخشى ممن يؤثر فيه و العارف قد يقام في حال لا يخشى و لا سبيل أن يقام في حال لا تخشى لأن ذلك ليس له نعم قد يكون في نفسه شاهدا لحاله يقول إنه لو شوهدت منه ما يخشاه أحد و ذلك ليس بصحيح إنما يكون هذا ممن يجهل ذاته و ما تعطيه ما رأى الصيد إنسانا لا لأفر منه و يخشاه و إن لم يقم بنفس ذلك الإنسان صيد ذلك الهارب منه و قد لا يراه و يكون ظهره إليه فليس في وسع المخلوق أنه لا يخشى و قد يكون في وسعه أنه لا يخشى و لكن لا على الدوام إلا أن يغفل عن ذلك لا غير
[المقيت يطلب التوقيت]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية