﴿إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة:30] يؤمن به من كل خيفة أعطاه التقليد و مكنه من الإقليد فتحكم به في القريب و البعيد و جعله عين الوجود و أكرمه بالسجود فهو الروح المطهر و الإمام المدبر شفع الواحد عينه و حكم بالكثرة كونه و إن كان كل جزء من العالم مثله في الدلالة و لكنه ليس بظل فلهذا انفراد بالخلافة و تميز بالرسالة فشرع ما شرع و اتبع و اتبع فهو واسطة العقد و حامل الأمانة و العهد حكم فقهر حين تحكم في البشر فظهر النفع و الضرر فأول من تضرر هو كما ذكر ثم إنه لم يقتصر حتى آذى الحق و سبه و أعطاه قلبه و علم أنه ربه فأحبه و لما حسده و غبطه أغضبه و أسخطه ثم بعد ذلك هداه و أرضاه و اجتباه فلو لا قوة الصورة ما عتى و لا لرجوعه إلى الحق سمي فتى فظهر بالجود في إزالة الغرض و أزال بزواله المرض و قام الأمر على ساق و حصل القمر في اتساق ﴿وَ الْتَفَّتِ السّٰاقُ بِالسّٰاقِ إِلىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسٰاقُ﴾ إن اللّٰه يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن فإن السلطان ناطق خالق و القرآن ناطق صامت فحكمه حكم المائت لا يخاف و لا يرجى و لا يطرد و لا يزجي و ما استند الصديقون إليه و لا عول المؤمنون عليه إلا لصدق ما لديه فالقرآن أحق بالتعظيم من السلطان لأنه الكلام المجيد الذي ﴿لاٰ يَأْتِيهِ الْبٰاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاٰ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت:42] لا راد لأمره و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية