اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[ما تقدم لنبي قط قبل نبوته نظر عقلي في العلم بالله]
واعلم أنه ما تقدم لنبي قط قبل نبوته نظر عقلي في العلم بالله ولا ينبغي له ذلك وكذلك كل ولي مصطفى لا يتقدم له نظر عقلي في العلم بالله وكل من تقدمه من الأولياء علم بالله من جهة نظر فكري فهو وإن كان وليا فما هو مصطفى ولا هو ممن أورثه الله الكتاب الإلهي وسبب ذلك أن النظر يقيده في الله بأمر ما يميزه به عن سائر الأمور ولا يقدر على نسبة عموم الوجود لله فما عنده سوى تنزيه مجرد فإذا عقد عليه فكل ما أتاه من ربه مخالف عقده فإنه يرده ويقدح في الأدلة التي تعضد ما جاءه من عند ربه فمن اعتنى الله به عصمه قبل اصطفائه من علوم النظر واصطنعه لنفسه وحال بينه وبين طلب العلوم النظرية ورزقه الايمان بالله وبما جاء من عند الله على لسان رسول الله هذا في هذه الأمة التي عمت دعوة رسولها وأما في النبوة الأولى ممن كان في فَتْرَةٍ من الرُّسُلِ فإنه يرزق ويحبب إليه الشغل بطلب الرزق أو بالصنائع العملية أو الاشتغال بالعلوم الرياضية من حساب وهندسة وهيأة وطب وشبه ذلك من كل علم لا يتعلق بالإله فإن كان مصطفى ويكون نبيا في زمان النبوة في علم الله فيأتيه الوحي وهو طاهر القلب من التقييد باله محصور في إحاطة عقله وإن لم يكن نب


