اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل المزيد وسرّ وسرّين من أسرار الوجود والتبدّل وهو من الحضرة المحمدية


البصيرة والبصر فقد كملت عبادته ظاهرا وباطنا ومن قال بحلوله في الصور فذلك جاهل بالأمرين جميعا بل الحق إن الحق عين الصور فإنه لا يحويه ظرف ولا تغيبه صورة وإنما غيبه الجهل به من الجاهل فهو يراه ولا يعلم أنه مطلوبه
فقال له الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم اعبد الله كأنك تراه
فأمره بالاستحضار فإنه يعلم أنه لا يستحضر إلا من يقبل الحضور فاستحضار العبد ربه في العبادة عين حضور المعبود له فإن لم يعلمه إلا في الحد والمقدار حده وقدره وإن علمه منزها عن ذلك لم يحده ولم يقدره مع استحضاره كأنه يراه وإنما لم يحده ولم يقدره العارف به لأنه يراه جميع الصور فمهما حده بصورة عارضته صورة أخرى فانخرم عليه الحد فلم ينحصر له الأمر لعدم إحاطته بالصور الكائنة وغير الكائنة له فلم يحط به علما كما قال ولا يُحِيطُونَ به عِلْماً مع وصفه بأنه أقرب إلى الإنسان من حبل وريده فالحق أقرب إليه من نفسه فإنه أتى بأفعل من فثم قريب وأقرب الأشياء قرب الظاهر من
الباطن فلا أقرب من الظاهر إلى الباطن إلا الظاهر عينه ولا أقرب من الباطن إلى الظاهر إلا الباطن عينه وهو أَقْرَبُ إِلَيْهِ من حَبْلِ الْوَرِيدِ فهو