اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[اليقين عزيز الوجود في الأمور الطبيعية المعتادة]
وبالجملة فاليقين عزيز الوجود في الأمور الطبيعية المعتادة فإن العادة تسرق الطبع ولا سيما في الأمور التي بها قوام البدن الطبيعي فإذا فقد ما به يصل إلى ما به قوامه فإنه يتألم والألم لا يقدح في اليقين فإنه ما يضاده ولكن قل إن يتألم ذو ألم إلا ولا بد أن يضطرب ويتحرك في نفسه ولا سيما ألم الجوع والعطش والبرد والحر والاضطراب يضاد اليقين فإن اليقين سكون النفس إلى من بيده هذه الأمور المزيلة لهذه الآلام فيريد من قامت به الآلام سرعة زوالها طبعا وإذا كان هذا فنسلك في اليقين طريقة غير ما يتخيلها أهل الطريق وهو أن الاضطراب لا يقدح في اليقين إذا كان هبوب اليقين في إزالة تلك الآلام إلى جناب الحق لا إلى الأسباب المزيلة في العادة فإن شاء الحق أزالها بتلك الأسباب أزالها بأن يوجد عنده تلك الأسباب وإن شاء أزالها بغير ذلك فصار متعلق اليقين الجناب الإلهي لا غير وهذا قد يكون كثيرا في رجال الله