اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الشهوة العرضية والشهوة الذاتية]
![FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 191 من الجزء الثاني](/images/maymaniya/954.jpg)
![](../images/quotes2.png)
وأما الشهوة فهي إرادة الملذوذات فهي لذة والتذاذ بملذوذ عند المشتهي فإنه لا يلزم أن يكون ذلك ملذوذا عند غيره ولا أن يكون موافقا لمزاجه ولا ملاءمة طبعه وذلك أن الشهوة شهوتان شهوة عرضية وهي التي يمنع من اتباعها فإنها كاذبة وإن نفعت يوما ما فلا ينبغي للعاقل أن يتبعها لئلا يرجع ذلك له عادة فتؤثر فيه العوارض وشهوة ذاتية فواجب عليه اتباعها فإن فيها صلاح مزاجه لملاءمتها طبعه وفي صلاح مزاجه وفي صلاح دينه سعادته ولكن يتبعها بالميزان الإلهي الموضوع من الشارع وهو حكم الشرع المقرر وفيها سواء كان من الرخص أو العزائم إذا كان متبعا للشرع لا يبالي فإنه طريق إلى الله مشروعة فإنه تعالى ما شرع إلا ما يوصل إليه بحكم السعادة ولا يلزم أيضا أن يكون ما يشتهيه في هذه الحال أن يشتهيه في كل حال ولا في كل وقت فينبغي له أن يعرف الحال الذي ولد تلك الشهوة عنده والوقت الذي اقتضاها وقد تتعلق بأعمال الطاعات هذه الشهوات العرضية فتوجب بعدا كمن يرى موضعا يستحسنه طبعه فيشتهي إن يصلي فيه أو لفضيلة يعلمها في ذلك الزمان على غيره فإن ذلك يؤثر في حاله مع الله أثر سوء وميزان ذلك الالتذاذ بعمل لا لشهود إلهي وهذا من المكر الخفي