اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الركن الثاني للتوبة وموقف الصوفية منه]
![FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 140 من الجزء الثاني](/images/maymaniya/903.jpg)
![](../images/quotes2.png)
وأما الركن الثاني وهو الندم على ما فات وهو عند الفقهاء الركن الأعظم بمنزلة قوله الحج عرفة لأنه الركن الأعظم وهنا تتشعب أمور كثيرة في التائبين ميم الندم منقلبة عن باء مثل لازم ولازب وهو أثر حزنه على ما فاته يسمى ندما والندب الأثر فقلبت ميما وجعلت لأثر الحزن خاصة وأما تعلقه بالفوات فمن أصحابنا من رأى أنه تضييع للوقت فإنه ما فات لا يسترجع ومن أصحابنا من يرى أنه صاحب الوقت وأن فائدته أن يجبر له ما مضى ويحتج بقوله إِلَّا من تابَ وآمَنَ وعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ ومن أصحابنا من يرى أنه لا يندم إلا بإحضاره في نفسه ذنبه الحائل بينه وبين ما فاته من طاعة أمر ربه عز وجل وذكر الجفاء في حال الصفاء جفاء فينبغي له أن ينسى ذنبه وهو خلاف الأول فإنه قال التوبة أن لا تنسى ذنبك والكلام فيما فاته فمنهم من يندم على ما فاته من الاستغفار في عقب كل ذنب ومنهم من يرى الندم على ما فاته من الوقت ومن الناس من يرى الندم على ما فاته من الطاعة في وقت المخالفة ومن الناس من يرى الندم على ما فاته من فعل الكبائر في وقت المخالفة لأنه يشاهد التبديل كل سيئة بما يوازنه