اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى التوبة


فالأول يمكن أن يقوم بعينه أمر يزيل عنه النور الذي إذا اجتمع بنور الايمان أدرك الأمور التي ألزمه الايمان القول بها وهو المؤمن الذي لا دليل له وينظر الأشياء بذاته فيدخله الشك ممن يشككه فإن فطرته تعطي النظر في الأدلة إلا أنه لم ينظر فإذا نبه تنبه فمثل هذا إن لم يسرع إليه الذوق وإلا خيف عليه والمؤمن الآخر هو بمنزلة الجسد الذي قد تسوت بنيته واستوت آلات قواه وتركبت طبقات عينه غير أنه ما نفخ فيه الروح فلا نور لعينه فإذا كان الإنسان بهذه المثابة من الطمس فنفخ فيه روح الايمان فأبصرت عينه بنور الايمان الأشياء فلا يتمكن له إدخال الشكوك عليه جملة ورأسا فإنه ما لعينه نور سوى نور الايمان والضد لا يقبل الضد فما له نور في عينه يقبل به الشك والقدح فيما يراه وهكذا هي الأذواق وهذه فائدتها ومتى لم يكن الايمان بهذه المثابة والفطرة بهذه المثابة وإلا فقليل أن يجيء منه ما جاء من الأنبياء والأولياء من الصدق بالإلهيات
