اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أهل البيت: لا ينبغي لمسلم أن يذمهم]
وبعد أن تبين لك منزلة أهل البيت عند الله وأنه لا ينبغي لمسلم أن يذمهم بما يقع منهم أصلا فإن الله طهرهم فليعلم الذام لهم أن ذلك راجع إليه ولو ظلموه فذلك الظلم هو في زعمه ظلم لا في نفس الأمر وإن حكم عليه ظاهر الشرع بأدائه بل حكم ظلمهم إيانا في نفس الأمر يشبه جرى المقادير علينا في ماله ونفسه بغرق أو بحرق وغير ذلك من الأمور المهلكة فيحترق أو يموت له أحد أحبائه أو يصاب في نفسه وهذا كله مما لا يوافق غرضه ولا يجوز له أن يذم قدر الله ولا قضاءه بل ينبغي له أن يقابل ذلك كله بالتسليم والرضي وإن نزل عن هذه المرتبة فبالصبر وإن ارتفع عن تلك المرتبة فبالشكر فإن في طي ذلك نعما من الله لهذا المصاب وليس وراء ما ذكرناه خير فإنه ما وراءه ليس إلا الضجر والسخط وعدم الرضي وسوء الأدب مع الله فكذا ينبغي أن يقابل المسلم جميع ما يطرأ عليه من أهل البيت في ماله ونفسه وعرضه وأهله وذويه فيقابل ذلك كله بالرضى والتسليم والصبر ولا يلحق المذمة بهم أصلا وإن توجهت عليهم الأحكام المقررة شرعا فذلك لا يقدح في هذا بل يجريه مجرى المقادير وإنما منعنا تعليق الذم بهم إذ ميزهم الله عنا بما ليس لنا معهم فيه قدم وأما أداء الحقوق