اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[انقسم الخلق إلى قسمين]
فانقسم الخلق إلى قسمين قسم إلى الحق الصرف وقسم إلى الطبيعة الصرف وظهر بينهما برزخ ظهر فيه عالم ما هو ولا واحد من هذين القسمين فرأى ما يستحقه الحق فأعطاه حقه ولو لم يعطه فهو له ورأى ما تستحقه الطبيعة فأعطاها حقها ولو لم يعطها فهو لها فإن الطبيعة ليست بمجعولة بل هي لذاتها في العقل لا في العين كما هو الحق لذاته في العقل والعين فإن اجتمع الحق والطبيعة في العقل فقد افترق الحق من العقل وتميز في العين فإن الحق له الوجود العيني والعقلي والطبيعة لها الوجود العقلي ما لها وجود عيني وذلك ليكون الحكم في الخلق بين الوجود والعدم فيقبل العدم من حيث الطبيعة ويقبل الوجود من جانب الحق فلهذا يتصف كل ما سوى الله بقبول العدم والوجود فكان الحكم فيه للعدم كما كان فيه الحكم للوجود ولو لم يكن الأمر على ما ذكرناه لاستحال على المخلوق قبول العدم في وجوده أو قبول الوجود في عدمه فهكذا ينبغي أن تعرف الحقائق ولا سبيل إليها إلا بعدم الصرف عن الآيات والنظر إلى ما حرم الله من تكبر في الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وهذا من العلم الذي انتجه هذا الذكر لصاحبه وأمثاله والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ فللطبيعة


