اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)
من ظهورهم حين قال لهم أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ هل قال أحد منهم نعم لا والله بل قالُوا بَلى فأقروا له بالربوبية لأنهم في قبضة الآخذ محصورون فلو شهدوا أن نواصيهم بيد الله شهادة عين أو إيمان كشهادة عين كشهادة الأخذ ما عصوا الله طرفة عين وكانوا مثل سائر المخلوقات يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ والنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ فلما ظهروا عن هذه الأسماء الرحمانية قالوا يا ربنا لم خلقتنا قال لتعبدون أي لتكونوا أذلاء بين يدي فلم يروا صفة قهر ولا جناب عزة تذلهم ولا سيما وقد قال لهم لتذلوا إلي فأضاف فعل الإذلال إليهم فزادوا بذلك كبرا فلو قال لهم ما خلقتكم إلا لأذلكم لفرقوا وخافوا فإنها كلمة قهر فكانوا يبادرون إلى الذلة من نفوسهم خوفا من هذه الكلمة كما قال للسماوات والأرض ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً فلو لم يقل كرها فإنها كلمة قهر حيثما أتت فلهذا قلنا ما أوجد كل ما عدا الثقلين ولا خاطبهم إلا بصفة القهر والجبروت فلما قال للثقلين عن السبب الذي لأجله أوجدهم وخلقهم نظروا إلى الأسماء التي وجدوا عنها فما رأوا اسما إلهيا منها يقتضي أخذهم وعقوبتهم إن عصوا أمره ونهيه وتكبروا على أمره فلم يطيعوه وعصوه ف عَصى آدَمُ رَب
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن نفس الرحمن فأشار إلى الاسم الذي خلق به الثقلين وقرن معه جهة القوة فقال من قبل اليمن والقبل الناحية والجهة واليمن من اليمين وهو القوة قال الشاعر
إذا ما راية رفعت لمجد *** تلقاها عرابة باليمين
أراد بالقوة فإن اليمين محل القوة والسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ وكذلك كان لما نظر إليه الاسم الرحمن الذي عنه وجد كان النصر على أيدي الأنصار
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
وكذلك قوله يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ فإن المتقي هو الحذر الخائف الوجل ولا يكون أحد يشهد الرحمن الرحيم الرءوف ويتقيه وإنما مشهود المتقي السريع الحساب الشديد العقاب المتكبر الجبار فيتقي ويخاف فيؤمنه الله تعالى بأن يحشره إلى الرحمن فيأمن سطوة الجبار القهار ولهذا
قال تعالى فينا إن رحمته سبقت غضبه
لأنه بالرحمة أوجدنا لم يوجدنا بصفة القهر وكذلك تأخرت المعصية فتأخر الغضب عن الرحمة في الثقلين فالله يجعل حكمهما في الآخرة كذلك ولو كانت بعد حين أ لا ترى الله تعالى إذا ذكر أسماءه لنا يبتدئ بأسماء الرحمة ويؤخر أسماء الكبرياء لأنا لا نعرفها فإذا قدم لنا أسماء الرحمة عرفناها وحننا إليها عند ذلك يتبعها أسماء الكبرياء لنأخذها بحكم التبعية فقال تعالى هُوَ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ فهذا نعت يعم الجميع وليس واحدته بأولى من الآخر ثم ابتدأ فقال هُوَ الرَّحْمنُ فعرفنا الرحمن الرَّحِيمُ لأنا عنه وجدنا ثم قال بعد ذلك هُوَ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ابتداء ليجعله فصلا بين الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ وبين الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ فقال الْمَ


