الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


الكريم على أهلك وفي قومك فما هي سخرية به فإنه كذلك كان وهي سخرية به لأنه خاطبه بذلك في حالة ذله وإباحة حماه وانتهاك حرمته فما ظهر معتز في العالم إلا بصورة الحق أي بصفته إلا إن الله ذمها في موطن وحمدها في موطن وذلك الموطن المحمود أن يكون هو الذي يعطي ذلك على علم من العبد فهو صاحب اعتزاز في ذلك ومن ليس له هذا المقام فهو ذو اعتزاز في غير ذل وإن أحس بالذل في نفسه لأنه مجبول على الذلة والافتقار والحاجة بالأصالة لا يقدر أن ينكر هذا من نفسه ولذلك قال الله بأنه يطبع عَلى‏ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ فلا يدخله الكبرياء والجبروت وإن ظهر بهما فإنه يعرف في قلبه أنه لا فرق بالأصالة بينه وبين من تكبر عليهم ونجبر وأعظم الاعتزاز من حمى نفسه من أن يقوم به وصف رباني وليس إلا العبد المحض فإن ظهر بأمر الله فأمر الله أظهره فإعزاز الله عبده أن لا يقوم به من نعوت الحق في العموم نعت أصلا فهو منبع الحي من صفات ربه وإنما قلنا في العموم لأن صفات الحق في العموم ليست إلا ما يقتضي التنزيه خاصة المعبر عنها بالأسماء الحسنى والتي في الخصوص إن جميع الصفات كلها لله التي يقال إنها في العبد بحكم الأصالة وإن اتصف

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ثم إن الله قد جعل في الوجود موطنا يكون فيه العبد المحقق القائم به صفة الحق في الخلافة معزا ربه إذا رأى اهتضام جانب الحق من القوم الذين قال الله فيهم وما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ فيعزه العبد بحسن التعليم والتنزل باللفظ المحرر الرافع للشبه في قلوبهم حتى يعز الحق عندهم فيكون هذا العبد معزا للحق الذي في قلوب هؤلاء الذين ما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ قبل ذلك فانتزحوا عن ذلك وعبدوا إلها له العزة والكبرياء والتنزيه عما كانوا يصفونه به قبل هذا فهذا نصيبه وحظه من الاسم المعز فإنه حمى قلوب هؤلاء عن أن يتحكم فيهم ما لا يليق بالحق من سوء الاعتقاد والقول وقد ورد في القرآن من ذلك لَقَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ الله فَقِيرٌ ونَحْنُ أَغْنِياءُ وقولهم يَدُ الله مَغْلُولَةٌ وأمثال هذه الصفات‏

هو المعز ولكن ليس يدريه *** إلا الذي جل عن كيف وتشبيه‏

إن المعز الذي دلت دلائله *** على تنزهه عن كل تنزيه‏

من العباد فإن الحق يكذبه *** بما يقول

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إن المذل هو المعز بعينه *** عند الدخول به وعند خروجه‏

فإذا أذل حبيبه أدناه من *** أكوانه عينا بعيد عروجه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

يدعى صاحبها عبد المذل وهو الذليل ومن هذه الحضرة خلق الله الخلق إلا أنه تعالى لما خلق الإنسان من جملة خلقه خلقه إماما وأعطاه الأسماء وأسجد له الملائكة وجعل له تعليم الملائكة ما جهلوه ولم يزل في شهود خالقه فلم تقم به عزة بل بقي على أصله من الذلة والافتقار ولما حمل الأمانة عرضا وجرى ما جرى قال هو وزوجه إذ كانت جزءا منه رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا بما حملاه من الأمانة ثم إن بنيه اعتزوا لمكانة أبيهم من الله لما اجْتَباهُ رَبُّهُ ... وهَدى‏ به من هدى ورجع عليه بالصفة التي كان يعامله بها ابتداء من التقريب والاعتناء الذي جعله خليفة عنه في خلقه وكمل به وفيه وجود العالم وحصل الصورتين ففاز بالسورتين أعني المنزلتين منزلة العزة بالسجود له ومنزلة الذلة بعلمه بنفسه وجهل من جهل من بنيه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!