الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


وهو الطريق ولذلك قال عمرو بن عثمان المكي في صفة المعرفة والعارفين وكما هم اليوم كذلك يكونون غدا فاعلم إن كنت تفهم تشبيه الله أهل الضلال بالأنعام إنه تعالى ما شبههم بالأنعام نقصا بالأنعام وإنما وقع التشبيه في الحيرة لا في المحار فيه فلأشد حيرة في الله من العلماء بالله ولذلك‏

ورد عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أنه قال لربه زدني فيك تحيرا

لما علم من علو مقام الحيرة لأهل التجلي لاختلاف الصور وتصديق هذا الحديث‏

قوله لا أحصي ثناء عليك أنت كما ثنيت على نفسك‏

وقد علمنا ما أثنى الله به على نفسه من بسط يديه بالإنفاق وفرحه بتوبة عبده وغير ذلك من أمثاله ومن لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ وقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لو يعلم البهائم من الموت ما تعلمون ما أكلتم منها سمينا

فانظر في تنبيهه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم على حسن استعدادهم وسواء استعدادنا حتى أنه من كان بهذه المثابة من الفكرة في الموت فغايته أن يحصل له استعداد البهائم وهو ثناء على من حصل في هذا المقام وارتفاع في حقه وكيف ينظر البهائم دون الإنسان في الاحتق

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن البهائم وإن كانت مسخرة مذللة من الله للإنسان فلا تغفل عن كونك مسخرا لها بما تقوم به من النظر في مصالحها في سقيها وعلفها وما يصلح لها من تنظيف أماكنها ومباشرة القاذورات والأزبال من أجلها ووقايتها من الحر والبرد المؤذيات لها فهذا وأمثاله من كون الحق سخرك لها وجعل في نفسك الحاجة إليها فإنها التي تحمل أثقالك إلى بلد لم تكن تبلغه إلا بنصف ذاتك وهو شق الأنفس أي ما كنت تصل إليه إلا بالوهم والتخيل لا بالحس إلا بوساطة هذه المراكب فلا فضل لك عليها بالتسخير فإن الله أحوجك إليها أكثر مما أحوجها إليك‏

أ لا ترى إلى غضب رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حين سئل عن ضالة الإبل كيف قال ما لك ولها معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها

فما جعل لها إليك حاجة وجعل فيك الحاجة إليها وجميع البهائم تفر منك ممن لها آلة الفرار وما هذا إلا لاستغنائها عنك وما جبلت عليه من العلم بأنك ضار لها ثم طلبك لها وبذل مجهودك في تحصيل شي‏ء منها دليل على افتقارك إليها فبالله من تكون البهائم أغنى منه كيف يحصل في نفسه أنه أفضل منها صدق القائل ما هلك امرؤ عرف قدره فو الله ما يعرف الأ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أنه من علم إن الموجودات كلها ما منها إلا من هو حي ناطق أو حيوان ناطق المسمى جمادا أو نباتا أو ميتا لأنه ما من شي‏ء من قائم بنفسه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!