الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


والحق التوحيد والايمان به فمن حصل له هذا اليقين قبل الاحتضار فمقطوع بسعادته واتصالها فإن اليقين عن النظر الصحيح والكشف الصريح يمنعه من العدول عن الحق فهو على بينة من الأمر وبصيرة ومن حصل له هذا اليقين عند الاحتضار فهو في المشيئة وإن كان المال إلى السعادة ولكن بعد ارتكاب شدائد في حق من أخذ بذنوبه ولا يكون الاحتضار إلا بعد أن يشهد الأمر الذي ينتقل إليه الخلق وما لم يشاهد ذلك فما حضره الموت ولا يكون ذلك احتضارا فمن آمن قبل ذلك الاحتضار بنفس واحد أو تاب نفعه ذلك الايمان والمتاب عند الله في الدار الآخرة وحاله عند قبض روحه حال من لا ذنب له وسواء رده لذلك شدة ألم ومرض أوجب له قطع ما يرجوه من الحياة الدنيا أو غيره فهو مؤمن تائب ينفعه ذلك فإنه غير محتضر فما آمن ولا تاب إلا لخميرة كانت في باطنه وقلبه لا يشعر بها فما مال إلى ما مال إليه إلا عن أمر كان عليه في نفسه لم يظهر له حكم على ظاهره ولا له في نفسه إلا في ذلك الزمن الفرد الذي جاء في الزمان الذي يليه الاحتضار الذي يوجب له الايمان المحصل في المشيئة

فكم بين محكوم له بسعادة *** وما بين من تقضي

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فإذا انتقل العبد من الحياة الدنيا إلى حياة العرض الأكبر فإن الله عز وجل قد جعل في الكون قيامتين قيامة صغرى وقيامة كبرى فالقيامة الصغرى انتقال العبد من الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ في الجسد الممثل وهوقوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من مات فقد قامت قيامته‏

ومن كان من أهل الرؤية فإنه يرى ربه‏

فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول لما حذر أمته الدجال إن الله لا يراه أحد حتى يموت‏

والقيامة الكبرى هي قيامة البعث والحشر الأعظم الذي يجمع الناس فيه وهو في القيامة الكبرى أعني الإنسان ما بين مسئول ومحاسب ومناقش في حسابه وغير مناقش وهو الحساب اليسير وهو عرض الأعمال على العبد من غير مناقشة والمناقشة السؤال عن العلل في الأعمال فالسؤال عام في الجميع حتى في الرسل كما قال يَوْمَ يَجْمَعُ الله الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ فالسؤال على نوعين سؤال على تقرير النعم على طريق مباسطة الحق للمسئول فهو ملتذ بالسؤال وسؤال على طريق التوبيخ أيضا لتقرير النعم فهو في شدة

فقال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لأصحابه وقد أكلوا تمرا وماء عن جوع إنكم لتسألون عن نعيم هذا اليوم‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن الأجسام نواويس الأرواح ومذاقتها وهي التي حجبتها إن تشهد وتشهد فلا ترى ولا ترى إلا بمفارقة هذه الضرائح فناء عنها لا انفصالا فإذا فنيت عن شهودها وهي ذات بصر شهدت موجدها بشهودها نفسها فمن عرف نفسه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!