الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


فعز الأمر أن يدري فيحكي *** وجل فليس يضبطه اصطلاح‏

فتجهله العقول إذا تراه *** تعبر عنه السنة فصاح‏

من أقوام مقلدة عقولا *** لا مكان يكون به الصلاح‏

فهم بالفكر قد جمعوا عليه *** على جهل فخانهم الفلاح‏

وقال العارفون بما رأوه *** فما اصطلحوا فجاءهم النجاح‏

فليس كمثله في الكون شي‏ء *** وليس له بنا إلا السراح‏

فبتقييدنا حكمنا عليه بالإطلاق وأما الأمر في نفسه فغير منعوت بتقييد ولا إطلاق بل وجود عام فهو عين الأشياء وما الأشياء عينه فلا ظهور لشي‏ء لا تكون هويته عين ذلك الشي‏ء فمن كان وجوده بهذه المثابة كيف يقبل الإطلاق أو التقييد هكذا عرفه العارفون فمن أطلقه فما عرفه ومن قيده فقد جهله‏

فالله ليس سواه مشهودا لنا *** وهو المنزه والمجمع بيننا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن الله تعالى ما جعل للأرواح أجنحة إلا للملائكة منهم لأنهم السفراء من حضرة الأمر إلى خلقه فلا بد لهم من أسباب يكون لهم بها النزول والعروج فإن موضوع الحكمة يعطي هذا فجعل لهم أجنحة على قدر مراتبهم في الذي يسرون به من حضرة الحق أويعرجون إليه من حضرة الخلق فهم بين الخلق والأمر يترددون ولذلك قالوا وما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ فاعلم ذلك فإذا نزلت هذه السفرة على القلوب فإن رأتها قلوبا طاهرة قابلة للخير أعطتها من علم ما جاءت به على قدر ما يسعها استعدادها وإن رأتها قلوبا دنسة ليس فيها خير نهتها عن البقاء على تلك الحال وأمرتها بالطهارة بما نص لها الشارع إن كان في العلم بالله فبالعلم به مما يطلبه الفكر وجاء به الخبر النبوي عن الله وإن كان في الأكوان فبعلم الأحكام واعتقاداتها هذا ويلزمه حكمها في ذلك إذا وجدت القلوب وإذا لم تجدها كقلوب العارفين الذين هم في لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ فلا تعرف الملائكة أين ذهبوا فهؤلاء هم الذين يأخذون عن الله من الوجه الخاص ما هم عليه من الأحوال فيجهلون ويؤخذ عليهم ما يأتون به ومن هنا أخذ خضر علمه فهؤلاء ينكر عليهم ولا ينكرون على أحد إلا بلسان الش

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

النار ناران نار الله واللهب *** والدار داران دار الفوز والعطب‏

وكلها سبب من كون منشئها *** فاجزع من الكون لا تجزع من السبب‏

وخف من العلم إن العلم يحكمه *** واجنح إلى السلم لا تجنح إلى الحرب‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم علمك الله أن النار جاء بها الحق مطلقة مثل قوله تعالى النار بالألف واللام حيث جاءت وجاء بها مضافة فمنها نار أضافها إلى الله مثل قوله نارُ الله الْمُوقَدَةُ ونار أضافها إلى غير الله مثل قوله لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ ثم نعت هذه النار بنعوت وأخبر عنها بأخبار من الوقد والإطباق وغير ذلك وجعل لها حكما في الظاهر فجعلها ظرفا مثل قوله فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها فجاء بالظرف وحكما في الباطن وهو أن يكون ظاهر العبد ظرفا لها وهي نارُ الله الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ والأفئدة باطن الإنسان فهي تظهر في فؤاد الإنسان وعن هذه النار الباطنة ظهرت النار الظاهرة والعبد منشا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!