الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


ممن سمعه أن يرجع إليه ويقول به ليكون من أهله من رد الحق فما صدق ذلك القول فيما دل عليه قاله من قاله فذمه الله وقال ولكن استدراك لتمام القصة كذب من أتى به إليه وهو الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وكذب الحق إما بجهله فلم يعلم أنه الحق وإما بعناد وهو على يقين أنه حق في نفس الأمر فغالط نفسه لكون هذا الرسول جاء به كما قال في حق من هذه صفته وجَحَدُوا بِها واسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وعُلُوًّا ثم قال وتولى بعد تكذيبه بالحق وبمن جاء به فتولى عن الحق ثُمَّ ذَهَبَ إِلى‏ أَهْلِهِ يَتَمَطَّى وهذا شغل المتكبر المشغول الخاطر المفكر الحائر الذي كسله ما سمعه فإنه بالوجه الظاهر يعلم أنه الحق لأن المعجزة لم يأت بها الله إلا لمن يعلم أن في قوته قبولها بما ركب الله فيه من ذلك ولذلك اختلفت الدلالات من كل نبي وفي حق كل طائفة ولو جاءهم بآية ليس في وسعهم أن يقبلوها لجهلهم ما آخذهم الله بإعراضهم ولا بتوليهم عنها فإن الله عليم حكيم عادل ومن تأخر عن حق غيره إلى ما يستحقه في نفسه فقد أنصف من نفسه ولم يتوجه لصاحب حق عليه طلب فحاز الخير بكلتي يديه فوقفه الله على جوامع الخير كله فإنه من أوتي الحكمة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وهو متعلق بهذا الوصل الذي فرغنا منه وهو أن العبد متأخر في نفس الأمر عن رتبة خالقه وقد حيل بينه وبين شهود ذلك بما جعل الله فيه من النسيان والسهو والغفلة فيتخيل إن له قدما في السيادة والحال تشهد بخلاف ذلك فهو بالحال محقق وفي نفس الأمر على ما هو عليه صاحب الشهود ولا سعادة له في ذلك بل له الشقاء وهذا غاية الحرمان ولا يزال كذلك حتى ينكشف الغطاء فيحتد البصر فيرى الأمر على ما هو عليه فيؤمن به فما ينفعه إيمانه فإن الايمان لا يكون إلا بالخبر لا بالعيان فليس المؤمن إلا من يؤمن بالغيب وهو الخبر الذي جاء من عند الله فإن الخبر بما هو خبر يقبل الصدق والكذب كالممكن يقبل‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!