الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


عبادة لمخلوق عن أمر الله أو عن غير أمر الله فقد شقي ومن سجد غير عابد لمخلوق فإن كان عن أمر الله كان طاعة فسعد وإن سجد لمخلوق غير عابد إياه عن غير أمر الله كانت رهبانية ابتدعها فما رعاها حَقَّ رِعايَتِها ... إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ الله لأنه ما قصدها إلا قربة إلى الله فما خلت هذه الحالة عن الله والله عند ظن عبده به لا يخيبه فليظن به خيرا فلا بد من أخذ المشركين لتعديهم بالاسم غير محله وموضوعة ولم يرد عليه أمر بذلك من الله ومن المحال أن ترد عبادة وإن ورد سجود ولو لا وضع اسم الألوهية على الشريك ما عبدوه فإن نفوس الأناسي بالأصالة تأنف من عبادة المخلوقين ولا سيما من أمثالها فأصحبوا عليها الاسم الإلهي حتى لا يتعبدهم غير الله لا يتعبدهم مخلوق فما جعل المشرك يشرك بالله في وضع هذا الاسم على المخلوق إلا التنزيه لله الكبير المتعالي لأن المشرك لا بد له في عبادته من حركات ظاهرة تطلب التقييد ولا بد من تصور خيالي لأنه ذو خيال ولا بد من علم عن دليل عقلي يقضي بتنزيه الحق عن التقييد ونفي المماثلة فلذلك نقلوا الاسم للشريك والنبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول لجبريل عليه السلام في معرض التعليم لعب

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

التي فطر الله الخلق عليها أ لا ترى إلى ما قال بعضهم وما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ

فقال الله تعالى في الوحي الصريح الصحيح لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر تراه‏

قال هذا وجاء به سدى لا والله بل جاء به رحمة لعباده فإن الدهر عند القائلين به ما هو محسوس عندهم وإنما هو أمر متوهم صورته في العالم وجود الليل والنهار عن حركة كوكب الشمس في فلكها المحرك بحركة الفلك الأعظم فلك البروج الذي له اليوم بحركته كما الليل والنهار بظهور كوكب الشمس فيه فقد كان اليوم ولا ليل ولا نهار مع وجود الدرجات والدقائق وأقل من ذلك فلم يصح مع هذا شرك عام ولا تعطيل عام وإنما هي أسماء سموها أطلقوها على أعيان محسوسة وموهومة عن غير أمر الله فأخذوا بعدم التوقيف فقد وجدنا الأمر عين ما وجد منهم عن غير أمر فتحقق هذا الوصل فإنه دقيق جدا انتهى السفر الخامس والعشرون بانتهاء الوصل السادس من الباب التاسع والستين وثلاثمائة

بسم الله الرحمن الرحيم‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!