الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


وغير موجود والحد في الحالين على السواء في عينه فإذا ليس وجوده عينه ووجود الرب عينه فينبغي للعبد أن لا يقوم في مقام يشم منه فيه روائح ربوبية فإن ذلك زور وعين جهل وصاحبه ما حصل له مقام العبودة كما هو الأمر في نفسه ولا أزيد من قولي لا تشم فيه رائحة ربوبية إلا عنده في نفسه لا يغفل عن مشاهدة عبودته وأما غيره فقد ينسبون إليه ربوبية لما يرونه عليه من ظهور آثارها فذلك لله لا له وهو في نفسه على خلاف ما يظهر للعالم منه فإن ذلك محال أن لا يظهر للربوبية أثر منها عليه وإذا عرف التلميذ من الشيخ أنه بهذه المثابة فقد فتح الله على ذلك التلميذ بما فيه سعادته فإنه يتجرد إلى جانب الحق تجرد الشيخ فإنه عرف منه واتكل على الله لا عليه وبقي ناظرا في الشيخ ما يجري الله عليه من الحال في حق ذلك التلميذ من نطق بأمر يأمره به أو ينهاه أو بعلم يفيده فيأخذه التلميذ من الله على لسان هذا الشيخ ويعلم التلميذ في نفسه من الشيخ ما يعلمه الشيخ من نفسه أنه محل جريان أحكام الربوبية حتى لو فقد الشيخ لم يقم فقده عند ذلك التلميذ ذلك القيام لعلمه بحال شيخه كأبي بكر الصديق مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حين مات رسول ا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ويتعلق به من المنزل الرابع وقد ذكرنا ما يتضمنه من العلوم في موضعه في الباب الثالث والسبعين ومائتين فاعلم أنه من خزائن الجود ما يجب على الإنسان أن يعلمه ذوقا وهو علم ما يستغني به مما لا يستغني به وذلك أن يعلم أن غاية درجة الغني في العبد أن يستغني بالله عما سواه وليس ذلك عندنا مقاما محمودا في الطريق فإن في ذلك قدرا لما سوى الحق وتميزا عن نفسه وصاحب مقام العبودة يسرى ذوقه في كل ما سوى الله أنه عبد كهو لا فرق ويرى أن كل ما سوى الله محل جريان تعريفات الحق له فيفتقر إلى كل شي‏ء فإنه ما يفتقر إلا إلى الله ولا يرى أن شيئا يفتقر إليه في نفسه وإن أفاد الله الناس على يديه فهو عن ذلك في نفسه بمعزل ويرى‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!