الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


وبأنه لا يشك فيه وما علم إن ذلك من تجلى أحد محتملاته فإذا غاب عنه ذلك الوارد قامت معه المحتملات على السواء فلم يترجح عنده ذلك إلا بطريق الظن لا بالعلم فانظر يا أخي ما أخفى غوائل النفس وما أعظم حجاب الجهل مع كونه عدما فكيف بنا لو كان وجود فلله الحمد والمنة وإنما نبهناك على هذا لتعلم حظك من الايمان ومنزلتك‏

فإن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول في الحديث الصحيح عنه لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن‏

أي مصدق بالعقاب عليه فإنه تعالى قد يغفر وإن الايمان إذا لم يعط الكشف الذي يعطيه العلم فليس بإيمان‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فاعلم أن العلم يعطي العمل من خلف حجاب رقيق وفي حديث آخر عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في الزاني إذا زنى خرج عنه الايمان حتى صار عليه كالظلة

ولنا فيه تأويل حسن وهو أن الزاني قد تعرض لبلاء من الله ينزل عليه فيخرج الايمان حتى يصير عليه كالظلة يمنع نزول ذلك البلاء عليه إن نزل فلا تغفل يا ولي عن هذا القدر الذي نبهتك عليه أ لا ترى الله تعالى ما نصب الآيات وكثرها إلا ليحصل بها العلم لعلمه أن العلم إذا حصل لزم العمل أ لا ترى إلى شارب الدواء وهو عمل ما شربه وتجرع مرارته إلا لعلمه أن ثم دواء مزيلا لهذه العلة التي يشكو منها فيقول عسى يكون ذلك الدواء عين هذا الذي شربته فيشربه بالإمكان والترجي فكيف به لو علم أنه عين الدواء بلا شك لسارع إليه فهذا حاله مع الترجي والإمكان فإن قلت فقوله تعالى وأَضَلَّهُ الله عَلى‏ عِلْمٍ في حق من اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ قلنا إن الإله له القوة في المألوه وإله هذا هو هواه فحكم عليه وأضله عن سبيل الله وأما قوله عَلى‏ عِلْمٍ يعني من أنه أضله الله على علم لا إن الضال على علم فإن الضال هو الحائر الذي لا يعرف في أي جهة هو مطلوبه فمتعلق على علم أضله وهو ال

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!