الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


فكان باطن الجبابرة ظاهر هذا الأعمى فحصل في النفس البشرية ما حصل والنبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ليس له مشهود إلا صفة الحق حيث ظهرت من الأكوان فإذا رآها أعمل الحيلة في سلبها عن الكون الذي أخذها على غير ميزانها وظهر بها في غير موطنها وهو صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم غيور فقيل له أَمَّا من اسْتَغْنى‏ فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى يقول إنه لما شاهد صفة الحق وهي غناه عن العالم تصدى لها حرصا منه أن يزكى من ظهر بها عنده فقيل له ما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ولك ما نويت وحكمه لو تزكي لما فاتك شي‏ء سواء تزكي أو لم يتزك وأَمَّا من جاءَكَ يَسْعى‏ وهُوَ يَخْشى‏ فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى لكونه أعمى أي لا تتطير فنهاه عن الطيرة فمن هنا كان يحب الفال الحسن ويكره الطيرة وهو الحظ من المكروه والفال الحسن الحظ والنصيب من الخير وقيل له أيضا واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ والْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وانظر فيهم صفة الحق فإنها مطلوبك في الكون فإني أدعو عبادي بالغداة والعشي وفي كل وقت أريد وجههم أي ذاتهم أن يسمعوا دعائي فيرجعوا إلي ولا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ فإنهم ظاهرون بص

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

قال تعالى أَعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ فذلك حق ذلك الشي‏ء الذي له عند الله من حيث ذاته فهو حق ذاتي والحق العرضي الذي له عند الله هو قوله أُوفِ بِعَهْدِكُمْ فهذا حق على الله أوجبه على نفسه لمن وفى بعهده ومن لم يف فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة فمن عباد الله من يدخل الجنة بالاستحقاق ومنهم من يدخلها بالمشيئة لا بالاستحقاق كما أنه إثم من يدخل النار بالاستحقاق وهم المجرمون خاصة وهم أهلها فلا يخرجون منها أبدا ولهذا يقال لهم يوم القيامة وامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ أي أهل الاستحقاق الذين يستحقون سكنى هذه الدار وما عدا المجرمين فإنهم وإن دخلوا النار فلا بد وأن يخرجوا منها بشفاعة الشافعين أو بمنة الله عليهم وهم الذين ما عملوا خيرا قط وإن كان المجرمون قد عملوا خيرا ولكن الاستحقاق يطلبهم بالإقامة فيها فصورتهم صورة من يفعل ذلك بالخاصية فمن أعطى الحق من نفسه فما ترك عليه حجة لأحد ومن زاد على الحق فذلك امتياز له وثناء من الله خاص وهذا نعت فيه بين أهل الله كلام فإنه في إعطاء الواجب عبد اضطرار وفي الامتنان عبد اختيار فمن الناس من رجح مقام عبودية الاختيار على

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!