الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


ولا تخيلوه فبدا لهم خير من الله لم يكونوا يحتسبونه وهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعَلى‏ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ فقوله لا يسترقون أي لا يستدعون الرقية لإزالة ألم يصيبهم ولا يرقون أحدا من ألم يصيبه وجاء بالاستفعال للمبالغة وإنما رقى النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم واستعمل الطب في نفسه في مرضه لأنه يتأسى به فيتأسى به الضعيف والقوي فإنه رحمة للعالم وهكذا جميع الرسل فما حكمهم حكم أممهم فلا يقدح ذلك في مقامهم فلهم المقام المجهول حيث يظهرون لأممهم بصورة القوة والضعف فلا يعرف أحد لما ذا ينسبهم من المقامات وقوله ولا يتطيرون فإن الطائر هو الحظ فهم خارجون عن حظوظ نفوسهم مشتغلون بما كلفهم الله به من الأعمال وفاء لما تستحقه الربوبية عليهم لا يبتغون بذلك حظا لنفوسهم من الأجر الذي وعد الله به على ما هم عليه من الأعمال فلم يبعثهم على العمل ما نيط به من الأجر ولكن ما ذكرناه من وفاء المقام فهذا معنى لا يتطيرون أي لا يعملون على الحظوظ وقوله ولا يكتوون فإن الاكتواء لا يكون إلا بالنار وقد عصمهم الله أن تمسهم النار فيجدون في نفوسهم أنهم لا يكتوون وتلك عصمة إلهية من حيث لا يشعرون

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن العالم لما كان أصله أن يكون مربوطا وجوده بالواجب الوجود لنفسه كان مربوطا بعضه ببعض فيتسلسل الأمر فيه إذا شرع الإنسان ينظر في العلم به فيخرجه من شي‏ء إلى شي‏ء بحكم الارتباط الذي فيه ولا يكون هذا إلا في علم أهل الله خاصة فلا يجري على قانون العلماء الذين هم علماء الرسوم والكون فقانونهم ارتباط العالم بعضه ببعض فلهذا تراهم يخرجون من شي‏ء إلى شي‏ء وإن كان يراه عالم الرسوم غير مناسب وهذا هو علم الله ومعلوم أن المناسبة ثم ولكن في غاية الخفاء مثل قوله تعالى حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ والصَّلاةِ الْوُسْطى‏ وقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ فجاء بآية الصلاة وقبلها آيات النكاح والطلاق وبعدها آيات الوفاة والوصية وغير ذلك مما لا مناسبة في الظاهر بينهما وبين الصلاة وأن آية الصلاة لو زالت من هذا الموضع واتصلت الآية التي بعدها بالآيات التي قبلها لظهر التناسب لكل ذي عينين فهكذا علم أولياء الله تعالى

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

السائل بأمر فقال له لم أفهمه أعد علي فأجابه بأمر آخر فقال السائل لم أفهمه فأجابه بأمر آخر ثم قال له هكذا هو الأمر فقال أمله علي فقال إن كنت أجريه فأنا أمليه يقول إني لا أنطق عن هوى بل ذلك علم الله لا علمي فمن علم القرآن وتحقق به علم علم أهل الله وأنه لا يدخل تحت فصول منحصرة ولا يجري على‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!