اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)
المجموع وهو الأولى وقد وردت لفظة الإنسان على ما ذهبت إليه كل طائفة ثم اختلفنا في شرفه هل هو ذاتي له أو هو بمرتبة نالها بعد ظهوره في عينه وتسويته كاملا في إنسانية إما بالعلم وإما بالخلافة والإمامة فمن قال إنه شريف لذاته نظر إلى خلق الله إياه بيديه ولم يجمع ذلك لغيره من المخلوقين وقال إنه خلقه على صورته فهذا حجة من قال شرفه شرف ذاتي ومن خالف هذا القول قال لو أنه شريف لذاته لكنا إذا رأينا ذاته علمنا شرفه والأمر ليس كذلك ولم يكن يتميز الإنسان الكبير الشريف بما يكون عليه من العلم والخلق على غيره من الأناسي ويجمعهما الحد الذاتي فدل إن شرف الإنسان بأمر عارض يسمى المنزلة أو المرتبة فالمنزلة هي الشريفة والشخص الموصوف بها نال الشرف بحكم التبعية كمرتبة الرسالة والنبوة والخلافة والسلطنة والله يقول أ ولم ير
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
لا تدعني إلا بيا عبدها *** فإنه أشرف أسمائي
فليس لصنعة شرف أعلى من إضافتها إلى صانعها ولهذا لم يكن لمخلوق شرف إلا بالوجه الخاص الذي له من الحق لا من جهة سببه المخلوق مثله وفي هذا الشرف يستوي أول موجود وهو القلم أو العقل أو ما سميته وأدنى الموجودات مرتبة فإن النسبة واحدة في الإيجاد والحقيقة واحدة في الجميع من الإمكان فأخر صورة ظهر فيها الإنسان الصور
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
واعلم أن الصراط الذي إذا سلكت عليه وثبت الله عليه أقدامك حتى أوصلك إلى الجنة هو صراط الهدى الذي أنشأته لنفسك في دار الدنيا من الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة فهو في هذه الدار بحكم المعنى لا يشاهد له صورة حسية فيمد لك يوم القيامة جسرا محسوسا على متن جهنم أوله في الموقف وآخره على باب الجنة تعرف عند ما تشاهده أنه صنعتك وبناؤك وتعلم أنه قد كان في الدنيا ممدودا جسرا على متن جهنم طبيعتك في طولك وعرضك وعمقك وثلاث شعب إذ كان جسمك ظل حقيقتك وهو ظل غير ظليل لا يغنيها من اللهب بل هو الذي يقودها إلى لهب الجهالة ويضرم فيها نارها فالإنسان الكامل يعجل بقيامته في الموطن الذي تنفعه قيامته فيه وتقبل فيه توبته وهو موطن الدنيا فإن قيامة الدار الأخرى لا ينفع فيها عمل لأنه لم يكلف فيها بعمل فإنه موطن جزاء لما سلف في الدار الدنيا وهو قوله تعالى ثُمَّ هَدى أي بين ما يقتضيه المواطن ليكون الإنسان المخاطب في كل موطن بما قرن به من العمل بالذي يرضيه وهو ممزوج بما ينافيه مثل خلق الأجسام الطبيعية سواء فإن الحرارة تنافر البرودة وإن الرطوبة تنافر اليبوسة وأراد الحق أن يجمع الكل على ما هم عليه من التضاد في جسم وا

