![](../images/quotes2.png)
الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ من قَبْلُ ولَمْ يَكُ شَيْئاً وقال هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ من الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً أي قد أتى على الإنسان وقد قالت الملائكة فيه من حيث ذاته ما قالت وصدقت فما علم شرفه إلا بما أعطاه الله من العلم والخلافة فليس لمخلوق شرف من ذاته على غيره إلا بتشريف الله إياه وأرفع المنازل عند الله أن يحفظ الله على عبده مشاهدة عبوديته دائما سواء خلع عليه من الخلع الربانية شيئا أو لم يخلع فهذه أشرف منزلة تعطي لعبد وهو قوله تعالى واصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي وقوله سبحانه سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ فقرن معه تنزيهه قال بعض المحبين في هذا المقام
لا تدعني إلا بيا عبدها *** فإنه أشرف أسمائي
فليس لصنعة شرف أعلى من إضافتها إلى صانعها ولهذا لم يكن لمخلوق شرف إلا بالوجه الخاص الذي له من الحق لا من جهة سببه المخلوق مثله وفي هذا الشرف يستوي أول موجود وهو القلم أو العقل أو ما سميته وأدنى الموجودات مرتبة فإن النسبة واحدة في الإيجاد والحقيقة واحدة في الجميع من الإمكان فأخر صورة ظهر فيها الإنسان الصور