الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


من آثارها العجيبة في حركاتها فعرفوا منها الثابت والمنقلب وذا الجسدين وغير ذلك وإلى الفلك الأطلس ينتهي علم أهل الإرصاد وعلى الحقيقة إنما ينتهي إلى الكوكب فإن حركات الكواكب والكواكب تعين أفلاكها ولو لا ذلك ما عرف عددها وأما الفلك الأطلس فما استدلوا عليه من حيث أدركوه حسا كما أدركوا أفلاك لكواكب وإنما علموا إن هذه الأفلاك لا تقطع إلا في أمر وجودي فلكي مثلها فأثبتوه عقلا لا حسا وسموه أطلس لكونه لا كوكب فيه يعينه للحس ويبطل عليهم هذا الدليل بحركة أقصى الأفلاك فإن حركتها موجودة ولا تقطع في شي‏ء عندهم أصلا فما يدريك يا صاحب الرصد لعل هذا الفلك المكوكب يقطع في لا شي‏ء والحكماء لم يمنعوا أن يكون فوق الفلك الأطلس أفلاك أخر إلا أن الراصد لم يبلغ إليها لأنه ما ثم ما يدل عليها بل هي في حكم الجواز عندهم لكن قالوا إن كان هنالك فلك فلا بد أن يكون له نفس وعقل ومع ذلك لا بد من الانتهاء ومن هذا الفلك وقع الخلاف بيننا وبين الحكماء من الفلاسفة في ترتيب التكوين وما نازعونا فيما فوق الأطلس الذي هو الكرسي والعرش وقالوا بالجواز فيه فترتيب الأمر عندنا بعد الفلك المكوكب ولم يكن مكوكبا عند خلقه وإنما ظهرت الك

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

نهب ماله وخراب ملكه وإهانته فالملك مستريح بيد من صار إليه والأمير يعذب بخرابه وإن كان بدنه سالما من العلل والأمراض الحسية ولكن هو أشد الناس عذابا حتى أنه يتمنى الموت ولا يرى ما رآه وجميع ما ذكرناه إنما أخبرنا الله به لنتفكر ونتذكر ونرجع إليه سبحانه ونسأله أن يجعلنا في معاملته كمن هذه صفته فنلحق بهم وهو قد ضمن الإجابة لمن اضطر في سؤاله فيكون من الفائزين فأي شرف أعظم من شرف شخص قامت به صفة منحه الله إياها أسعده بها وجعل من خلقه على صورته يسأله تعالى أن يلحق بهم في تلك الصفة فقد علمت قدر كبره على خلق الناس ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ فكن يا أخي بما أعلمتك ونبهتك عليه من القليل الذي يعلم ذلك جعلنا الله منهم آمين بعزته‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ومما يتضمن هذا المنزل السماع الإلهي وهو أول مراتب الكون وبه يقع الختام فأول وجود الكون بالسماع وآخر انتهائه من الحق السماع ويستمر النعيم في أهل النعيم والعذاب في أهل العذاب فأما في ابتداء كون كل مكون فإنما ظهر عن قول كن فأسمعه الله فامتثل فظهر عينه في الوجود وكان عدما فسبحان العالم بحال من قال له كن فكان فأول شي‏ء ناله الممكن مرتبة السماع الإلهي فإن كن صفة قول قال تعالى إِنَّما قَوْلُنا والسماع متعلقة القول وأما في الانتهاء في حق الكفار اخْسَؤُا فِيها ولا تُكَلِّمُونِ فخاطبهم وهم يسمعون وأما في حق أهل الجنة فبعد الرؤية والتجلي الذي هو أعظم النعم عندهم في علمهم فيقول هل بقي لكم شي‏ء فيقولون يا ربنا وأي شي‏ء بقي لنا نجيتنا من النار وأدخلتنا الجنة وملكتنا هذا الملك ورفعت الحجب بيننا وبينك فرأيناك وأي شي‏ء بقي يكون عندنا أعظم مما نلناه فيقول سبحانه رضاي عنكم فلا أسخط عليكم أبدا فأخبرهم بالرضا ودوامه وهم يسمعون قال فذلك أعظم نعيم وجدوه فختم بالسماع كما بدأ ثم استصحبهم السماع دائما ما بين بدايتهم وغاية مراتب نعيمهم فطوبى لمن كانت له أُذُنٌ واعِيَةٌ لما يورده الحق في خطابه فالعارف المحقق

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن الأرض في كل نفس لها ثلاثة أحوال قبول الولد والمخاض والولادة ما لم تقم القيامة والإنسان من حيث طبيعته مثل الأرض فينبغي له أن يعرف في كل نفس ما يلقي إليه فيه ربه وما يخرج منه إلى ربه وما هو فيه مما ألقى فيه ولم يخرج منه مع تهيئة للخروج فإنه مأمور بمراقبة أحواله مع الله في هذه الثلاث المراتب والأحوال وإلقاء الله إليه تارة بالوسائط وتارة بترك الوسائط والواسطة تارة تكون محمودة وتارة مذمومة وتارة لا محمودة ولا مذمومة وإن كانت تؤدي هذه الحالة إلى الندم والغبن فالمحقق يسمع ويأخذ ويعرف ممن يسمع وممن يأخذ وما يلد ومن يقبل ولده إذا ولد ومن يربيه هل يربيه ربه أو غير ربه كما

ورد في الخبر الصحيح أن الصدقة وهي مما يلدها العبد

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!