الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


المشهود في الغبرة في الحس التي آثارها تقابل الريحين المتضادين فمثل ذلك يكون حربهم وما كل زوبعة حربهم وحديث عمرو الجني حمد الله مشهورة مروية وقتله في الزوبعة التي أبصرت فانقشعت عنه وهو على الموت فما لبث إن مات وكان عبدا صالحا من الجان ولو كان هذا الكتاب مبناه على إيراد أخبار وحكايات لذكرنا منها طرفا وإنما هذا كتاب علم المعاني فلينظر حكاياتهم في تواريخ الأدب وأشعارهم‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ثم نرجع ونقول وإن هذا العالم الروحاني إذا تشكل وظهر في صورة حسية يقيده البصر بحيث لا يقدر أن يخرج عن تلك الصورة ما دام البصر ينظر إليه بالخاصية ولكن من الإنسان فإذا قيده ولم يبرح ناظرا إليه وليس له موضع يتوارى فيه أظهر له هذا الروحاني صورة جعلها عليه كالستر ثم يخيل له مشي تلك الصورة إلى جهة مخصوصة فيتبعها بصره فإذا اتبعها بصره خرج الروحاني عن تقييده فغاب عنه وبمغيبه تزول تلك الصورة عن نظر الناظر الذي اتبعها بصره فإنها للروحاني كالنور مع السراج المنتشر في الزوايا نوره فإذا غاب جسم السراج فقد ذلك النور فهكذا هذه الصورة فمن يعرف هذا ويحب تقييده لا يتبع الصورة بصره وهذا من الأسرار الإلهية التي لا تعرف إلا بتعريف الله وليست الصورة غير عين الروحاني بل هي عينه ولو كانت في ألف مكان أو في كل مكان ومختلفة الأشكال وإذا اتفق قتل صورة من تلك الصور وماتت في ظاهر الأمر انتقل ذلك الروحاني من الحياة الدنيا إلى البرزخ كما ننتقل نحن بالموت ولا يبقى له في عالم الدنيا حديث مثلنا سواء وتسمى تلك الصور المحسوسة التي تظهر فيها الروحانيات أجسادا وهو قوله تعالى وأَلْقَيْنا عَلى‏ كُرْسِيِّهِ جَسَداً وقوله وما

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وحين جاء وقت إنشاء عالم الجان توجه من الأمناء الذين في الفلك الأول من الملائكة ثلاثة ثم أخذوا من نوابهم من السماء الثانية ما يحتاجون إليه منهم في هذا النش‏ء ثم نزلوا إلى السموات فأخذوا من النواب اثنين من السماء الثانية والسادسة من هناك ونزلوا إلى الأركان فهيئوا المحل واتبعتهم ثلاثة أخر من الأمناء وأخذوا من الثانية ما يحتاجون إليه من نوابهم ثم نزلوا إلى السماء الثالثة والخامسة من هناك فأخذوا ملكين ومروا بالسماء السادسة فأخذوا نائبا آخر من الملائكة ونزلوا إلى الأركان ليكملوا التسوية فنزلت الستة الباقية وأخذت ما بقي من النواب في السماء الثانية وفي السموات فاجتمع الكل على تسوية هذه النشأة بإذن العليم الحكيم فلما تمت نشأته واستقامت بنيته توجه الروح من عالم الأمر فنفخ في تلك الصورة روحا سرت فيه بوجودها الحياة فقام ناطقا بالحمد والثناء لمن أوجده جبلة جبل عليها وفي نفسه عزة وعظمة لا يعرف سببها ولا على من يعتز بها إذ لم يكن ثم مخلوق آخر من عالم الطبائع سواه فبقي عابدا لربه مصرا على عزته متواضعا لربوبية موجدة بما يعرض له مما هو عليه في نشأته إلى أن خلق آدم فلما رأى الجان صورته غلب على واحد م

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وتأمل إن كنت من أهل الفهم قوله تعالى وكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ فحيي العرش وما حوى عليه من المخلوقات وإِنْ من شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ فجاء بالنكرة ولا يسبح إلا حي‏

ورد في الحديث الحسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الملائكة قالت يا رب في حديث طويل هل خلقت شيئا أشد من النار قال نعم الماء فجعل الماء أقوى من النار فلو كان عنصر الهواء في نشأة الجان غير مشتعل بالنار لكان الجان أقوى من بنى آدم فإن الهواء أقوى من الماء فإن الملائكة قالت في هذا الحديث يا رب فهل خلقت شيئا أشد من الماء قال نعم الهواء ثم قالت يا رب فهل خلقت شيئا أشد من الهواء قال نعم ابن آدم‏

الحديث فجعل النشأة الإنسانية أقوى من الهواء وجعل الماء أقوى من النار وهو العنصر الأعظم في الإنسان كما إن النار العنصر الأعظم في الجان ولهذا قال في الشيطان إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً فلم ينسب إليه من القوة شيئا ولم يرد على العزيز في قوله‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!