اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

إن التجلي بالأسماء يحكمها *** وذلك الحكم من أعلى توليه
إذا تدلى إلى أمر يعن له *** كان الدنو إلينا في تدليه
لما تلقاه قلبي في منازله *** كان الترقي به إلى تجليه

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن الذوق عند القوم أول مبادي التجلي وهو حال يفجأ العبد في قلبه فإن أقام نفسين فصاعدا كان شربا وهل بعد هذا الشرب رى أم لا فذوقهم في ذلك مختلف فيه وقد ذكر عن بعضهم أنه شرب فارتوى نقل عنه ذلك ونقل عن أبي يزيد أن الري محال وكل نطق بحاله ولكل صاحب قول وجه عندنا صحيح في الطريق وعندنا في هذه المسألة تفصيل يرد إن شاء الله فيما بعد في باب الشرب أو الري أو في باب عدم الري إن ذكرنيه الله فابحث عليه في آخر هذه الأبواب من هذا الكتاب

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن قولهم أول مبادئ التجلي إعلام أن لكل تجل مبدأ هو ذوق لذلك التجلي وهذا لا يكون إلا إذا كان التجلي الإلهي في الصور أو في الأسماء الإلهية أو الكونية ليس غير ذلك فإن كان التجلي في المعنى فعين مبدئه عينه ما له بعد المبدأ حكم يستفيده الإنسان بالتدريج كما يستفيد معاني تلك الصورة المتجلي فيها أو معاني الأسماء كلها كل اسم منها فيرى في المبدأ ما لا يراه من ذلك الاسم بعد ذلك وصاحب المعنى مبدأ كل شيء عينه فلا يستفيد منه بعد هذه الإفادة الكلية فله التفصيل في التعبير عن ذلك الأمر الواحد وهو المراد بقولنا في صدر هذا الكتاب
حتى بدت للعين سبحة وجهه *** وإلى هلم لم تكن إلا هي
فكان مبدؤها عينها وكل ما نأتي به بعد ذلك في جميع كلامنا إنما هو تفصيل لذلك الأمر الكلي تتضمنه تلك النظرة في تلك العين الواحدة وأكثر الناس على خلاف هذا الذوق ولهذا لا ينتظم كلامهم ويطلب الناظر فيه أصلا يرجع إليه جميع أقوالهم فلا يجد وكلامنا مرتبط بعضه بعضه لأنه عين واحدة وهذا تفصيلها ويعرف ما قلناه من يعرف مناسبة آي القرآن في نسق بعضها إلى بعض فيعرف الجامع بين الآيت
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ثم اعلم أن الذوق يختلف باختلاف التجلي فإن كان التجلي في الصور فالذوق خيالي وإن كان في الأسماء الإلهية والكونية فالذوق عقلي فالذوق الخيالي أثره في النفس والذوق العقلي أثره في القلب فيعطي حكم أثر ذوق النفس المجاهدات البدنية من الجوع والعطش وقيام الليل وذكر اللسان والتلاوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله ورمى ما تملكه اليدان كان وحده لا تكون له عائلة ولا شيخ فإن كان بين يدي شيخ معتبر يربيه فيرمي ما بيده بين يدي ذلك الشيخ ويخرج عنه بالكلية ظاهرا وباطنا ولا يبقى له ملكا وإن كره ذاك بباطنه لضعفه أو أدركته فيه مشقة فلا ينظر بإخراج ذلك من يده الالتذاذ بذلك بل إذا أخرجه عن مشقة أخرجه بنظر صحيح ثابت لا يتمكن له في نفسه إزالة ما نواه في ذلك وإذا أخرجه عن يده بلذة فما أخرجه بعقله فإن ارتفعت اللذة يمكن أن يدركه الندم بخلاف الكارة فإنه إذا أخرجه مع الكرة ثم بدا له في نفسه بالعناية الإلهية ما أزال الكرة عنه انتقل إلى حالة الالتذاذ بذلك فهو أثبت في المقام وهكذا كان خروجنا عما بأيدينا ولم يكن لنا شيخ نحكمه في ذلك ولا نرميه بين يديه فحكمنا فيه الوالد رحمه الله لما شاورناه في ذل