الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


فلم يبق في الوجود إلا الحضرة الإلهية خاصة غير أنه في قوله إِيَّاكَ نَعْبُدُ في حق نفسه للإبداع الأول حيث لا يتصور غيره وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ في حق غيره للخلق المشتق منه وهو محل سر الخلافة ففي إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ سجدت الملائكة وأبى من استكبر

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

في قوله تعالى اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولا الضَّالِّينَ‏

آمين فلما قال له إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال له وما عبادتي قال ثبوت التوحيد في الجمع والتفرقة فلما استقر عند النفس أن النجاة في التوحيد الذي هو الصراط المستقيم وهو شهود الذات بفنائها أو بقائها إن غفلت قالت اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ فتعرض لها بقولها الْمُسْتَقِيمَ صراطان معوج وهو صراط الدعوى ومستقيم وهو التوحيد فلم يكن لها ميز بين الصراطين إلا بحسب السالكين عليهما فرأت ربها سالكا للمستقيم فعرفته به ونظرت نفسها فوجدت بينها وبين ربها الذي هو الروح مقاربة في اللطافة ونظرت إلى المعوج عند عالم التركيب فذلك قولها صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ وهذا عالمها المتصل بها المركب مغضوب عليه والمنفصل عنها ضالون عنها بنظرهم إلى المتصل المغضوب عليه فوقفت على رأس الصراطين ورأت غاية المعوج الهلاك وغاية المستقيم النجاة وعلمت إن عالمها يتبعها حيث سلكت فلما أرادت السلوك على المستقيم وأن تعتكف في حضرة ربها وأن ذلك لها ومن نفسها بقولها

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

نظر الجمال بعين الوصال قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ الله عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وعَلى‏ سَمْعِهِمْ وعَلى‏ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ولَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ إيجاز البيان فيه يا محمد إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ستروا محبتهم في عنهم ف سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ بوعيدك الذي أرسلتك به أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ بكلامك فإنهم لا يعقلون غيري وأنت تنذرهم بخلقي وهم ما عقلوه ولا شاهدوه وكيف يؤمنون بك وقد ختمت على قلوبهم فلم أجعل فيها متسعا لغيري وعلى سمعهم فلا يسمعون كلاما في العالم إلا مني وعَلى‏ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ من بهائي عند مشاهدتي فلا يبصرون سواى ولهم عذاب عظيم عندي أردهم بعد هذا المشهد السني إلى إنذارك وأحجبهم عني كما فعلت بك بعد قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‏ قربا أنزلتك إلى من يكذبك ويرد ما جئت به إليه مني في وجهك وتسمع في ما يضيق له صدرك فأين ذلك الشرح الذي شاهدته في إسرائك فهكذا أمنائي على خلقي الذين أخفيتهم رضاي عنهم فلا أسخط عليهم أبدا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

انظر كيف أخفى سبحانه أولياءه في صفة أعدائه وذلك لما أبدع الأمناء من اسمه اللطيف وتجلى لهم في اسمه الجميل فأحبوه تعالى والغيرة من صفات المحبة في المحبوب والمحب بوجهين مختلفين فستروا محبته غيره منهم عليه كالشبلي وأمثاله وسترهم بهذه الغيرة عن أن يعرفوا فقال تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أي ستروا ما بدا لهم في مشاهدتهم من أسرار الوصلة فقال لا بد أن أحجبكم عن ذاتي بصفاتي فتأهبوا لذلك فما استعدوا فأنذرتهم على ألسنة أنبيائي الرسل في ذلك العالم فما عرفوا لأنهم في عين الجمع وخاطبهم من عين التفرقة وهم ما عرفوا عالم التفصيل فلم يستعدوا وكان الحب قد استولى على قلوبهم سلطانه غيرة من الحق عليهم في ذلك الوقت فأخبر نبيه صلى الله عليه وسلم روحا وقرآنا بالسبب الذي أصمهم عن إجابة ما دعاهم إليه فقال خَتَمَ الله عَلى‏ قُلُوبِهِمْ فلم يسعا غيره وعَلى‏ سَمْعِهِمْ فلا يسمعون سوى كلامه على ألسنة العالم فيشهدونه في العالم متكلما بلغاتهم وعَلى‏ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ من سناه إذ هو النور وبهائه إذ له الجلال والهيبة يريد الصفة التي تجلى لهم فيها المتقدمة فأبقاهم غرقى في بحور اللذات بمشاهدة الذات فقال لهم لا بد

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!