الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


الإنسان بهذا الاستعداد لهذا التجلي الخاص فظهر بأسماء الحق على تقابلها وأعطاه الحق فيما بين له مصارفها فهو يظهر بما ظهر من استخلفه وهي المسمى في الخلافة بالحق والعدل قال الله لداود إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً في الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ولا تَتَّبِعِ الْهَوى‏ فيهوي بمتبعه عن هذه الدرجة التي أهلت لها وأهلت لك ولأمثالك كما قال أبو العتاهية

أتته الخلافة منقادة *** إليه تجرر أذيالها

ولم تك تصلح إلا له *** ولم يك يصلح إلا لها

ولو رامها أحد غيره *** لزلزلت الْأَرْضُ زِلْزالَها

فإذا أعطى التحكم في العالم فهي الخلافة فإن شاء تحكم وطهر كعبد القادر الجيلي وإن شاء سلم وترك التصرف لربه في عباده مع التمكن من ذلك لا بد منه كأبي مسعود بن الشبلي إلا أن يقترن به أمر إلهي كداود عليه السلام فلا سبيل إلى رد أمر الله فإنه الهوى الذي نهي عن اتباعه وكعثمان رضي الله عنه الذي لم يخلع ثوب الخلافة عن عنقه حتى قتل لعلمه بما للحق فيه فإن رسول

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

من علوم المعرفة وهو علم الإنسان بنفسه من جهة حقائقه‏

اعلم أن الإنسان ما أعطى التحكم في العالم بما هو إنسان وإنما أعطى ذلك بقوة إلهية ربانية إذ لا تتحكم في العالم إلا صفة حق لا غير وهي في الإنسان ابتلاء لا تشريف ولو كانت تشريفا بقيت معه في الآخرة في دار السعداء ولو كانت تشريفا ما قيل له ولا تَتَّبِعِ الْهَوى‏ فحجرت عليه والتحجير ابتلاء والتشريف إطلاق ولا نسب في التحكم إلى عدل ولا إلى جرر ولا ولي الخلافة في العالم إلا أهل الله بل ولى الله التحكم في العالم من أسعده الله به ومن أشقاه من المؤمنين ومع هذا أمرنا الحق أن نسمع له ونطيع ولا نخرج يدا من طاعة وقال فإن جاروا فلكم وعليهم وهذه حالة ابتلاء لا حالة شرف فإنه في حركاته فيها على حذر وقدم غرور ولهذا يكون يوم القيامة على بعض الخلفاء ندامة فإذا وقف الإنسان على معرفة نفسه واشتغل بالعلم بحقائقه من حيث ما هو إنسان فلم ير فرقا بينه وبين العالم ورأى أن العالم الذي هو ما عدا الثقلين ساجد لله فهو مطيع قائم بما تعين عليه من عبادة خالقه ومنشئه طلب الحقيقة التي يجتمع فيها مع العالم فلم يجد إلا الإمكان والافتقار والذلة والخضوع والحاجة والمسكنة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!