اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

قبلوا نعت التشبيه ولم يعقلوا نعوت التنزيه من لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ والفرقة الناجية من هؤلاء الفرق المصيبة للحق هي التي آمنت بما جاء من عند الله على مراد الله وعلمه في ذلك مع نفي التشبيه ب لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فهذه يا ولي ألسنة الشرائع في العالم فجاء بالصورة في حق الحق والعين واليد والرجل والسمع والبصر والرضي والغضب والتردد والتبشبش والتعجب والفرح والضحك والملل والمكر والخداع والاستهزاء والسخرية والسعي والهرولة والنزول والاستواء والتحديد في القرب والصبر على الأذى وما جرى هذا المجرى مما هو نعت المخلوقين ذلك لنؤمن عامة ولنعلم أن التجلي الإلهي في أعيان الممكنات أعطى هذه النعوت فلا شاهد ولا مشهود إلا الله فالسنة الشرائع دلائل التجليات والتجليات دلائل الأسماء الإلهية فارتبطت أبواب المعرفة بعضها ببعض فكل لفظ جاءت به الشريعة فهو على ما جاءت به لكن عالمنا يعرف بأي لسان تكلم الشرع ولمن خاطب وبمن خاطب وبما خاطب ولمن ترجع الأفعال وإلى من تنسب الأقوال ومن المتقلب في الأحوال ومن قال سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ لنقول ولا بشيء من آلائك ربنا
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أنه من كمال الوجود وجود النقص فيه إذ لو لم يكن لكان كمال الوجود ناقصا بعدم النقص فيه قال تعالى في كمال كل ما سوى الله أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ فما نقصه شيئا أصلا حتى النقص أعطاه خلقه فهذا كمال العالم الذي هو كل ما سوى الله إلا الله ثم الإنسان فلله كمال يليق به وللإنسان كمال يقبله ومن نقص من الأناسي عن هذا الكمال فذلك النقص الذي في العالم لأن الإنسان من جملة العالم وما كل إنسان قبل الكمال وما عداه فكامل في مرتبته لا ينقصه شيء بنص القرآن
قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في الإنسان كمل من الرجال كثيرون ومن النساء مريم وآسية
وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام فما ظهر في العالم نقص إلا في هذا الإنسان وذلك لأنه مجموع حقائق العالم وهو المختصر الوجيز والعالم هو المطول البسيط فأما كمال الألوهية فظاهر بالشرائع وأما بأدلة العقول فلا فعين ما يراه العقل كما لا هو النقص عند الله لو كان كما يقتضيه دليل العقل فجاء العقل بنصف معرفة الله وهو التنزيه وسلب أحكام كثيرة عنه تعالى وجاء الشارع يخبر عن الله بثبوت ما سل