اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

الروح شاهدا وكذلك الخط شاهدا وهي عالم الملكوت أوجدها بقدرته وهي الهمزة التي في الاسم إذا ابتدأت به معرى من الإضافة وهي لا تفارق الألف فلما أوجدت هذه الألف اللام الثانية جعلها رئيسة فطلبت مرءوسا تكون عليه بالطبع فأوجد لها عالم الشهادة الذي هو اللام الأولى فلما نظرت إليه أشرق وأنار وأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ووُضِعَ الْكِتابُ وهو الجزء الذي بين اللامين أمر سبحانه اللام الثانية أن تمد الأولى بما أمدها به تعالى من جود ذاته وأن تكون دليلها إليه فطلبت منه معنى تصرفه في جميع أمورها يكون لها كالوزير فتلقى إليه ما تريده فيلقيه على عالم اللام الأولى فأوجد لها الجزء المتصل باللامين المعبر عنه بالكتاب الأوسط وهو العالم الجبروتي وليست له ذات قائمة مثل اللامين فإنه بمنزلة عالم الخيال عندنا فألقت اللام الثانية إلى ذلك الجزء وارتقم فيه ما أريد منها ووجهت به إلى اللام الأولى فامتثلت الطاعة حتى قالت بلى فلما رأت اللام الأولى الأمر قد أتاها من قبل اللام الثانية بوساطة الجزء الذي هو الشرع صارت مشاهدة لما يرد عليها من ذلك الجزء راغبة له في أن يوصلها إلى صاحب الأمر لتشاهده فلما صرفت الهمة إلى
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

أ لا ترى أن اللام الثانية لما كانت مرادة مجتباة منزهة عن الوسائط كيف اتصلت بألف الوحدانية اتصالا شافيا حتى صار وجودها نطقا يدل على الألف دلالة صحيحة وإن كانت الذات خفيت فإن لفظك باللام يحقق الاتصال ويدلك عليها من عرف نفسه عرف ربه من عرف اللام الثانية عرف الألف فجعل نفسك دليلا عليك ثم جعل كونك دليلا عليك دليلا عليه في حق من بعد وقدم معرفة العبد بنفسه على معرفته بربه ثم بعد ذلك يفنيه عن معرفته بنفسه لما كان المراد منه أن يعرف ربه أ لا ترى تعانق اللام الألف وكيف يوجد اللام في النطق قبل الألف وفي هذا تنبيه لمن أدرك فهذه اللام الملكوتية تتلقى من ألف الوحدانية بغير واسطة فتورده على الجزء الجبروتي ليؤديه إلى لام الشهادة والملك هكذا الأمر ما دام التركيب والحجاب فلما حصلت الأولية والآخرية والظاهرية والباطنية أراد تعالى كما قدم الألف منزهة عن الاتصال من كل الوجوه بالحروف أراد أن يجعل الانتهاء نظير الابتداء فلا يصح بقاء للعبد أولا وآخرا فأوحد الهاء مفردة بواو هويتها فإن توهم متوهم أن الهاء ملصقة إلى اللام فليست كذلك وإنما هي بعد الألف التي بعد اللام والألف لا يتصل بها في البعدية شيء من الحرو
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ثم أوجد سبحانه الحركات والحروف والمخارج تنبيها منه سبحانه وتعالى إن الذوات تتميز بالصفات والمقامات فجعل الحركات نظير الصفات وجعل الحروف نظير الموصوف وجعل المخارج نظير المقامات والمعارج فأعطى لهذا الاسم من الحروف على عموم وجوهه من وصل وقطع ء أ ل ه وهمزة وألفا ولا ما وهاء وواوا فالهمزة أولا والهاء آخر أو مخرجهما واحد مما يلي القلب ثم جعل بين الهمزة والهاء حرف اللام ومخرجه اللسان ترجمان القلب فوقعت النسبة بين اللامين والهمزة والهاء كما وقعت النسبة بين القلب الذي هو محل الكلام وبين اللسان المترجم عنه قال الأخطل
