﴿لٰكِنَّ أَكْثَرَ النّٰاسِ لاٰ يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف:187] ﴿بَلْ لاٰ يَشْعُرُونَ﴾ [المؤمنون:56] بل لا يشكرون الفضل في البذل و البذل في الفضل و في الأصل من الفضل كيف يصح المزيد و قد ﴿أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ﴾ [ طه:50] و وفاه حقه فلا يتسع للزائد فلما ذا طولب بالشكر و المحامد و الخلق لله ليس له فمن كبره و هلله و هذا كله مخلوق و هو على العبد من أوجب الحقوق فما عمل أحد إلا ما أهل له ممن كبره أو هلله و ما هو إلا من حيث إنه محل لظهوره و فتيلة لسراجه و نوره و من ذلك وقوف التائه مع التافه من الباب الأحد و العشرين و مائة ﴿مَتٰاعُ الدُّنْيٰا قَلِيلٌ﴾ [النساء:77] و كل ما فيها أبناء سبيل فما من قبيل و لا جيل إلا و هو مملوك للقطمير و النقير و الفتيل فالكل تائه و لهذا قنعوا بالتافه فمنهم الشكور و الكفور و منهم الراغب و الزاهد و منهم المعترف و المعاند الجاحد لم يحصل له أمان الغرفة إلا من قنع في شربه بالغرفة فمن اغترف نال الدرجات و من شرب ليرتوي عمر الدركات فما ارتوى من شرب و روى ﴿مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ﴾ [البقرة:249]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية