فالحق عين الوجود و الخلق قيده بالإطلاق فالخلق قيد مقيد فلا حكم الإله و به و الحق الحاكم و لا يحكم إلا بالحق فحق الحق عين الخلق فإني تصرفون و الأمر كما قلناه و ما سمي خلقا إلا بما يخلق منه فالخلق جديد و فيه حقيقة الاختلاق لأنك تنظر إليه من وجه فتقول هو حق و تنظر إليه من وجه فتقول هو خلق و هو في نفسه لا حق و لا غير حق فإطلاق الحق عليه و الخلق كأنه اختلاق فغلب عليه هذا الحكم فسمي خلقا و انفرد الحق باسم الحق إذ كان له وجوب الوجود بنفسه و كان للخلق وجوب الوجود به لا أقول بغيره فإن الغير ما له عين و إن كان له حكم كالنسب لا عين لها و لها الحكم فبالحق خلق السماء و الأرض و بالحق أنزل القرآن ﴿وَ بِالْحَقِّ نَزَلَ﴾ [الإسراء:105] و للحق نزل ففي الخلق أتاه الخلق لأنه ليل سلخ منه النهار ﴿فَإِذٰا هُمْ مُظْلِمُونَ﴾ [يس:37] حيارى تايهون ما لهم نور يهتدون به كما جعل اللّٰه النجوم لمن يهتدي بها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية