﴿فِي ظُلُمٰاتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ﴾ [الأنعام:97] و هو نظر العامة و الخواص ﴿فِي ظُلُمٰاتٍ لاٰ يُبْصِرُونَ﴾ [البقرة:17] ... ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاٰ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة:171] تارة يقولون «نحن نحن و هو هو» و تارة يقولون «هو نحن و نحن هو» و تارة يقولون لا نحن نحن مخلصون و لا هو هو مخلص ثم صدق اللّٰه هؤلاء الخواص في حيرتهم بقوله لأخص خلقه علما و معرفة ﴿وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ﴾ [الأنفال:17] فنفى عين ما أثبت فما أثبت و ما نفى فأين العامة من هذا الخطاب فالعلم بالله حيرة و العلم بالخلق حيرة و قد حجر النظر في ذاته و أطلقه في خلقه فالهداة في النظر في الخلق لأنه الهادي و قد هدى و العمي في النظر في الحق فإنه قد حجر و جعله سبيل الردي و هذا خطاب خاطب به العقلاء ما خاطب به أهل الجمع و الوجود فما نظر قط أهل الخصوص في اكتساب علم به و لا بمعلوم و إنما جعل لهم أن يهيئوا محالهم و يطهروا قلوبهم حتى يأتي اللّٰه ﴿بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ﴾ [المائدة:52]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية