هو الذي أنزل القرآن في خلدي *** يوم الخميس بلا كد و لا نصب
إلا عناية ربي حين أرسلها *** إلى فؤادي فنادتني على كثب
أنت الإمام الذي ترجى شفاعته *** في المذنبين و أنت السر في النصب
لولاك ما عبدوا نجما و لا شجرا *** و لا أتوا ما أتوا به من القرب
فإن كلام المبلغ عن اللّٰه ما جاء به إلا رحمة بالسامع و هو إن كان فطنا كان له و إن كان حمارا كان عليه و لما كان الجمال يهاب لذاته و الحق لا يهاب شيئا و قد وصفه العالم ﷺ بأنه جميل و الهيبة تجعل صاحبها أن يترك أمورا كان في نفسه في وقت حديث النفس أن يفعلها مع محبوبه عند الاجتماع به و اللقاء فتمنعه هيبة الجمال مما حدثته به نفسه و قد وصف اللّٰه نفسه بالحياء من عبده إذا لقيه فقام الحياء لله مقام الهيبة في المخلوق فما اقتضى من حال العبد أن يؤاخذه به اللّٰه و لما لقيه استحيى منه فترك مؤاخذته و لذلك قال فيمن أخذ منهم ﴿إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين:15]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية