و لم يقل و ما في الأرض لأن كثيرا من الناس في الأرض لا يسبحون اللّٰه و ممن يسبح اللّٰه منهم ما يسبحه في كل حال و الأرض تسبحه في كل حال و السموات و ما فيها و هم الملائكة و الأرواح المفارقة و هي تسبحه كما قال ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَ النَّهٰارَ لاٰ يَفْتُرُونَ﴾ [الأنبياء:20] فراعى هنا من يدوم تسبيحه و هو الأرض كما راعى في موطن آخر من القرآن تسبيح من في الأرض و إن كان البعض من العالم فقال عز من قائل ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰاوٰاتُ(السَّبْعُ)وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهِنَّ﴾ بجمع من يعقل ثم أكد ذلك بقوله ﴿وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّٰ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء:44] و زاد في التأكيد بقوله ﴿وَ لٰكِنْ لاٰ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء:44] فأتى بلفظة من و لم يأت بما و أتى في الحشر بما و لم يأت بمن فإن سيبويه يقول إن اسم ما يقع على كل شيء إلا أنه لم يعم الموجودات فوجلت قلوب من بقي منها و لم يقع له ذكر في التسبيح فجبر اللّٰه كسرها و أزال وجلها بقوله عقيب هذا القول ﴿وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّٰ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء:44]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية