و ترجع حسرا أبصار قوم *** عموا فيها عن الأمر العجاب
فإذا أردت السبيل إلى فهم هذه المعاني فتعمل في تكثير النوافل التي لها أصل في الفرائض و إن تمكن لك أن تكثر من نوافل النكاح فإنه أعظم فوائد نوافل الخيرات لما فيه من الازدواج و الإنتاج فتجمع بين المعقول و المحسوس فلا يفوتك شيء من العالم الصادر عن الاسم الظاهر و الباطن فيكون اشتغالك بمثل هذه النافلة أتم و أقرب لتحصيل ما ترومه من ذلك فإذا فعلت هذا أحبك الحق و إذا أحبك غار عليك أن تشهدك عين أو يقيدك كون فأدخلك في حمى حرمه و جعلك من جملة أحبابه و أهلك له فصرت له أهلا كما «قال في الحديث في أهل القرآن إنهم أهل اللّٰه و خاصته خرج ذلك الترمذي في منصفه» و إذا أتخذك أهلا جعلك محلا لإلقائه و عرشا لاستوائه و سماء لنزوله و كرسيا لقدميه فظهر لك فيك منه ما لم تره مع كونه فيك و هو قوله تعالى ﴿فَلاٰ تَعْلَمُ نَفْسٌ مٰا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾ [ السجدة:17]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية